كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 288 """"""
في الحساب والوزن والتقاص إذا وقف عليها بلفظها مع مراعاة قواعد الاستدلال وأساليب البيان وغير ذلك من الأمور المشترطة في الإجتهاد أنتجت للمجتهد أن الأعداد مرتب على المجموع لا على كل فرد فرد والله أعلم.
وأما السؤال الثاني: فذكر صاحب آكام المرجان في أحكام الجان أن قياس قول الشيخ عز الدين بن عبد السلام في الملائكة أنهم لا يرون ربهم أن الجن أيضاً لا يرون ربهم ومستند الشيخ عز الدين في الملائكة قوله تعالى:) لا تدركه الأبصار (خص من ذلك المؤمنون فبقي على عمومه في الملائكة، لكن ما قاله الشيخ عز الدين في الملائكة ممنوع كما بينته في الكتاب الذي ألفته في الرؤية، وما قاله صاحب الآكام في الجن خالفه فيه البلقيني ومال إلى أنهم يرون، والذي أقوله: إن الجن تحصل لهم الرؤية في الموقف مع سائر الخلق قطعاً ويحصل لهم في الجنة في وقت ما من غير قطع بذلك لكن باحتمال راجح، وأما أنهم يساوون الإنس في الرؤية كل جمعة فالظاهر خلافه.
وأما السؤال الثالث: فقد حكى ابن كثير في كتاب البداية والنهاية في رؤية النساء ثلاثة مذاهب: أحدها: أنهن يرين إدراجاً لهن في عموم الأخبار الواردة في الرؤية.
الثاني: أنهن لا يرين أصلاً لعدم التصريح برؤيتهن في الحديث.
والثالث: أنهن يرين في الأعياد خاصة ولا يرين مع الرجال في أيام الجمع لورود حديث في ذلك وهذا القول الثالث هو الراجح وبه جزم ابن رجب، وأنا أستثني أزواج الأنبياء وبناتهم وسائر الصديقات فأقول: إنهن يرين في غير الأعياد أيضاً خصوصية لهم كما اختص الصديقون من الرجال بمزية في الرؤية ليست لغيرهم وقد بسطنا الكلام على هذه المسألة في مؤلف مستقل سميناه إسبال الكساء على النساء ولخصناه في مختصر سميناه رفع الأسى عن النسا.
وأما السؤال الرابع، والخامس: فذكر صاحب كشف الأسرار عما خفي عن الأفكار أنه قيل في أرجى آية في القرآن قوله:) فهل يهلك إلا القوم الفاسقون (وقيل:) أن العذاب على من كذب وتولى (وقيل:) لا تقنطوا من رحمة الله (. وقيل:) إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئآتكم (وقيل:) قل كل يعمل على شاكلته (وقيل:) اليوم أكملت لكم دينكم (وقيل:) ولكن يريد ليطهركم (قيل:) الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم (وقيل:) إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا (وقيل:) ولسوف يعطيك ربك فترضى (1.
وقال في أخوف آية قيل:) ويحذركم الله نفسه (1 وقيل:) سنفرغ لكم أيها الثقلان (1 وقيل:) فأين تذهبون (1 وقيل:) من يعمل سوءاً يجز به (1 وقيل:) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا (1 وقيل:) إن بطش ربك لشديد (1 وقيل:) أم حسب الذين اجترحوا السيئات (

الصفحة 288