كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 289 """"""
الآية. وأقول : بقي في أرجى آية أقوال فقيل قوله : ) وهل يجازى إلا الكفور ( 1 وقيل قوله : ) ولكن ليطمئن قلبي ( 1 وقيل قوله : ) وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ( 2 وقيل : ) إن الله لا يغفر أن يُشرك به ( 2 وقيل : ) ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة ( إلى قوله : ) ألا تحبون أن يغفر الله لكم ( 2 وقيل : ) وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئا ( 2 وقيل : ) وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ( 2 وقيل : ) يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة ( 2 وقيل : ) إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ( 2 وقيل : ) قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ( 2 وقيل آية الدين ، وبقي في أخوف آية أقوال : فعن أبي حنيفة قوله تعالى : ) واتقوا النار التي أعدت للكافرين ( 2 وعن الشافعي قوله تعالى : ) إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( 2 وعن الشبلي قال : أخوف آية في القرآن على طالبي أهل الدنيا قوله تعالى : ) منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ( 3 وأخرج ابن المنذر في تفسيره عن ابن سيرين قال : لم يكن عندهم شيء أخوف من هذه الآية ) ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين ( 3.
وأما السؤال السادس : فأقول : إن الشراء قد وقع في الأزل بالعلم وعند نزول الآية بالفعل وهذا شأن صفات الأفعال فإن قوله : اشترى صفة فعل مسندة إلى الله وبهذا يحصل الجواب عن السؤال السابع وهو أنه لم يكن في الأزل من يشتري منه ، ويحتمل أن يجاب عنه بأن ذلك وقع مع المؤمنين وهم في عالم الذر لكن هذا يحتاج إلى ورود حديث به أو أثر ولم نقف عليه.
وأما السؤال الثامن : فإنما خص الأموال والأنفس وهي الأرواح لأنهما أعز الأشياء عند الخلق ، فأعز شيء على الإنسان نفسه التي هي روحه والمال عديل الروح فاشترى منهم الأنفس ليبذلوها للقتل في سبيل الله والأموال لينفقوها في الجهاد ، ولم يذكر القلوب لأنه إن أريد بالقلب ما هو حال فيه وهو الروح فقد ذكر ذلك حال وهو الأنفس فأغنى عن ذكر المحل الذي هو وعاء محض ، وإن أريد بالقلب المحل الذي هو الشكل الصنوبري وهو الوعاء فهذا ليس بشيء حتى يذكر لأنه عبارة عن قطعة لحم وجزء من بدن الإنسان ، وقد ذكر ما هو أشرف منه وأعز من كل البدن وهي الأنفس فلم يكن لذكر القلوب معنى.
وأما السؤال التاسع : فقال صاحب كشف الأسرار قال الطوخي في أسرار التنزيل : اختلف في أي الجهتين أفضل المشارقة : المشرق أفضل واحتجوا بوجوه :
الأول : أن الله تعالى لم يذكر الموضعين في موضع إلا قدم ذكر المشرق. الثاني : الفضاء يكون مظلماً فلا يضيء إلا بطلوع الشمس من المشرق. الثالث : أن الأئمة الأربعة في الفقه من الشرق. الرابع : أن الأرض التي بورك فيها بنص القرآن وهي أرض مصر

الصفحة 289