كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 294 """"""
وأخرج ابن عساكر عن الزهري أن خزيمة بن حكيم السلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن حر الماء في الشتاء وبرده في الصيف؟ فقال: إن الشمس إذا سقطت تحت الأرض سارت حتى تطلع من مكانها، فإذا طال الليل في الشتاء كثر لبثها في الأرض فيسخن الماء لذلك، فإذا كان الصيف مرت مسرعة لا تلبث تحت الأرض لقصر الليل فثبت الماء على حاله بارداً.
هذا مجموع ما وقفت عليه في هذه المسألة من الأحاديث والآثار.
وأما السؤال التاسع عشر: فقد تقدم في الحديث المرفوع أن الشمس على قدر الدنيا ما بين مشارقها ومغاربها، وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن عكرمة قال: الشمس سعة الأرض وزيادة ثلث على قدر سعة الأرض، وأخرجا أيضاً عن قتادة قال: الشمس طولها ثمانون فرسخاً في عرض ثمانين فرسخاً، وأخرج أبو الشيخ من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن رجلاً قال له: كم طول الشمس وكم عرضها؟ قال تسعمائة فرسخ في تسعمائة، وطوال الكواكب اثنا عشر فرسخاً في اثني عشر فرسخاً.
وأما السؤال العشرون: فقد ثبت في أحاديث أنه يخرج من قبل المشرق وأنه يبايع له بمكة بين الركن والمقام وأنه يسكن بيت المقدس.
وأما السؤال الحادي والعشرون: فقد صح في مسلم من حديث النواس بن سمعان أنه ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق قال ابن كثير: هذا هو الأشهر في موضع نزوله، وورد في بعض الأحاديث أنه ينزل بيت المقدس، وجمع بعض العلماء بينهما بأنه ينزل بيت المقدس وبيت المقدس هو شرقي دمشق وفي بعض الروايات أنه ينزل بالأردن، وفي رواية بعسكر المسلمين.
وأما السؤال الثاني والعشرون، والثالث والعشرون: فأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (أفضل الأيام يوم الجمعة، وأفضل الشهور شهر رمضان، وأفضل الليالي ليلة القدر). ففي كشف الأسرار أن يوم عرفة ويوم الجمعة على خلاف فيهما أفضل من سائر الأيام لما في يوم عرفة من تجلي الحق عز وجل ومباهاته الملائكة بالحاج وفيض عظيم عفوه وفضله ورحمته عليهم بالعتق من النار والمغفرة، ولما حصل في يوم الجمعة من خلق آدم وقبول توبته وإجابة الدعاء فيه في ساعة منه والإذن لأهل الجنة في زيارة الرب عز وجل انتهى.
وأما السؤال الرابع والعشرون: فالذي أقوله استنباطاً أن جبل أحد أفضل الجبال لقوله صلى الله عليه وسلّم: (أُحد يحبنا ونحبه) وورد أنه على باب من أبواب الجنة ولأنه من جملة أرض المدينة التي هي أفضل البقاع ولأنه مذكور في القرآن باسمه في قراءة من قرأ) إذ تصعدون ولا تلوون على أحد (.
وأما السؤال الخامس والعشرون: فأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: نيل مصر سيد الأنهار سخر الله له كل نهر من المشرق والمغرب.

الصفحة 294