كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 297 """"""
وأما السؤال الثلاثون : ففي كشف الأسرار أن طاء شجرة طوبى وسين سدرة المنتهى وميم محمد صلى الله عليه وسلّم ، وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن محمد بن كعب القرظي في قوله : ( طسم ) فإن الطاء من ذي الطول والسين من القدوس والميم من الرحمن ؛ والأقوال في فواتح السور كثيرة مشهورة والذي أختاره أنها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله ، أخرج ابن المنذر في تفسيره عن الشعبي أنه سئل عن فواتح السور فقال : إن لكل كتاب سراً وإن سر هذا القرآن فواتح السور.
وأما السؤال الحادي والثلاثون : ففي كشف الأسرار قال النيسابوري : سبعون ذرة تزن جناح بعوضة وسبعون جناح بعوضة تزن حبة.
وأما السؤال الثاني والثلاثون : فقال السهروردي في عوارف المعارف : علم اليقين ما كان من طريق النظر والاستدلال. وعين اليقين ما كان من طريق الكشوف والنوال. وحق اليقين ما كان بتحقيق الانفصال عن لوث الصلصال بورود رائد الوصال ، وقال فارس : علم اليقين لا اضطراب فيه وعين اليقين هو العلم الذي أودعه الله للاسرار والعلم إذا تفرد من نعت اليقين كان علماً بشبهة فإذا انضم إليه عين اليقين كان علماً بلا شبهة ، وحق اليقين هو حقيقة ما يشير إليه علم اليقين وعين اليقين ، قال الجنيد : حق اليقين ما يتحقق العبد بذلك وهو أن يشاهد الغيوب كما يشاهد المرئيات مشاهدة عيان ويحكم في الغيب فيخبر عنه بالصدق كما أخبر الصديق حين قال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( ماذا أبقيت لعيالك ؟ قال : الله ورسوله ) وقال بعضهم : علم اليقين حال المعرفة وعين اليقين حال الجمع وحق اليقين جمع الجمع بلسان التوحيد ، وقيل : اليقين اسم ورسم وعلم وعين وحق ، فالاسم والرسم للعوام والعلم علم اليقين للأولياء وعين اليقين لخواص الأولياء وحق اليقين للأنبياء وحقيقة حق اليقين اختص به نبينا صلى الله عليه وسلّم.
وفي كشف الأسرار : علم اليقين هو المستفاد من الأخبار ، وعين اليقين مستفاد من المشاهدة ، وحق اليقين يكون بالمعاينة والمباشرة ، قال تعالى في حق الكفار : ) ثم لترونها عين اليقين ( ولما دخلوها وباشروا عذابها قال تعالى : ) فنزل من حميم إن هذا لهو حق اليقين ( وقال سيدي محمد السعودي من أصحاب سيدي يوسف العجمي : علم اليقين معرفة الله بك إذ أنت عين الدليل عليه وهو إثبات ذات غير مكيفة ولا معلومة الماهية محكوماً لها بالألوهية سلطاناً ، وحجة لا ريب فيه عين اليقين مشاهدة هذه الذات بعينها لا بعينك أي بعين الذات فناءً كلياً لا يعقل معها نسبة الألوهية إثباتاً أو نفياً ، بل مشاهدة تفنى الأحكام والرسوم وتمحق الآثار حق اليقين نسبة الألوهية إلى هذه الذات بعد المشاهدة لا قبلها ، وهو الفرق بين العلم والحق ليس إلا وهناً سكت المحققون وبعد هذه حقيقة حق اليقين وهو ظهور الانفعالات عن العبد مع غيبته عنها فيه غيبا كلياً وفناءً محققاً وهذه غاية المراتب فالثلاثة كتابية علم وعين وحق. والرابعة سنية قال صلى الله عليه وسلّم : ( إن لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك ) ؟ فهذه الحقيقة بها

الصفحة 297