كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 303 """"""
مات رد الله إليه روحه فمكث ما شاء الله حياً ثم قال: يا ملك الموت أدخلني الجنة فاستأذن ربه فقال: أدخله الجنة فاحتمله ملك الموت فأدخله الجنة فكان فيها ما شاء الله فقال له ملك الموت. أخرج بنا قال: لا قال الله تعالى:) أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى (وقال:) وما هم منها بمخرجين (وما أن بخارج منها قال ملك الموت: يا رب قد تسمع ما يقول عبدك إدريس قال الله له: صدق فاخرج منها ودعه فيها وذلك قول الله تعالى:) ورفعناه مكاناً علياً (قال بعض العلماء: أربعة أنبياء أحياء اثنان في السماء: إدريس، وعيسى. وإثنان في الأرض: إلياس، والخضر. وفي حديث رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن أن إلياس يكون مع الدجال ينذر الناس فإذا قال الدجال: أنا رب العالمين قال له إلياس: كذبت، وفي حديث رواه ابن عدي في الكامل أن إلياس، والخضر يلتقيان في كل عام بالموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله كذا أخرجه من حديث ابن عباس مرفوعاً، وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن ابن أبي رواد قال: إلياس، والخضر يصومان شهر رمضان في بيت المقدس ويحجان في كل سنة ويشربان من ماء زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل.
وأما السؤال التاسع والأربعون: فجوابه أن فيه ثلاثة أقول: أحدها أنه نبي، والثاني أنه رسول، والثالث أنه ولي وعليه الجمهور. وأما السؤال الخمسون: فالجواب أنهما في الجنة وقد ألفت في ذلك كتاباً سميته التعظيم والمنة قررت فيه الأدلة على ذلك وأقربها طرق: أحدها أنهما كانا على ملة إبراهيم الحنيفية كورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو بن نفيل، وغيرهما ممن تحنف في الجاهلية. والثاني أنهما كانا في الفترة والفترة لا تكليف فيها. والثالث أنهما أحييا له صلى الله عليه وسلّم وآمنا به.
وأما السؤال الحادي والخمسون: فجوابه أنه من قال من العوام أو من الفقهاء بحضرة العوام في حق أبوي النبي صلى الله عليه وسلّم أنهما في النار أو أنهما كانا كافرين أنه يلزمه التعزير البليغ أو أكثر من ذلك، وقد سئل القاضي أبو بكر بن العربي أحد أئمة المالكية عن رجل قال في حق والد النبي صلى الله عليه وسلّم إنه كافر: فأجاب بأن قائل ذلك ملعون لأن هذا القول يؤذي النبي صلى الله عليه وسلّم وقد قال الله تعالى:) إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة (.
وأما السؤال الثاني والخمسون: فجوابه أن شرط وجوب الوضوء التكليف والحدث ودخول وقت الصلاة، وقولنا التكليف يجمع ثلاث صفات: البلوغ والعقل والإسلام.
وأما السؤال الثالث والخمسون: فجوابه أنها بضعة عشر شرطاً: الماء الطهور، والعلم أو

الصفحة 303