كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 31 """"""
لزيد بن أرقم : ومن أهل بيته ؟ قال : أهل بيته من حرم الصدقة بعده قيل : ومن هم ؟ قال : آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس. الثاني : أنهم من ذريته وأولاده بالإجماع وهذا المعنى أخص من الذي قبله. قال البغوي في التهذيب : أولاد بنات الإنسان لا ينسبون إليه وإن كانوا معدودين في ذريته حتى لو أوصى لأولاد أولاد فلان يدخل فيه ولد البنت. الثالث : أنهم هل يشاركون أولاد الحسن ، والحسين في أنهم ينسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ؟ والجواب لا ، وهذا المعنى أخص من الوجه الذي قبله. وقد فرق الفقهاء بين من يسمى ولداً للرجل وبين من ينسب إليه ولهذا قالوا : لو قال : وقفت على أولادي دخل ولد البنت ولو قال : وقفت على من ينسب إلي من أولادي لم يدخل ولد البنت ، وقد ذكر الفقهاء من خصائصه صلى الله عليه وسلّم أنه ينسب إليه أولاد بناته ولم يذكروا مثل ذلك في أولاد بنات بناته ، فالخصوصية للطبقة العليا فقط ، فأولاد فاطمة الأربعة ينسبون إليه ، وأولاد الحسن ، والحسين ينسبون إليهما فينسبون إليه ، وأولاد زينب ، وأم كلثوم ينسبون إلى أبيهم عمر ، وعبد الله لا إلى الأم إلى أبيها صلى الله عليه وسلّم لأنهم أولاد بنت بنته لا أولاد بنته ، فجرى الأمر فيهم على قاعدة الشرع في أن الولد يتبع أباه في النسب لا أمه ، وإنما خرج أولاد فاطمة وحدها للخصوصية التي ورد الحديث بها وهو مقصور على ذرية الحسن ، والحسين.
أخرج الحاكم في المستدرك عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( لكل بني أم عصبة إلا ابني فاطمة أنا وليهما وعصبتهما ) وأخرج أبو يعلى في مسنده عن فاطمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( لكل بني أم عصبة إلا ابني فاطمة أنا وليهما وعصبتهما ) فانظر إلى لفظ الحديث كيف خص الانتساب والتعصب بالحسن ، والحسين دون أختيهما لأن أولاد أختيهما إنما ينسبون إلى آبائهم. ولهذا جرى السلف والخلف على أن ابن الشريفة لا يكون شريفاً ولو كانت الخصوصية عامة في أولاد بناته وإن سفلن لكان ابن كل شريفة شريفاً تحرم عليه الصدقة وإن لم يكن أبوه كذلك كما هو معلوم ، ولهذا حكم صلى الله عليه وسلّم بذلك فاطمة دون غيرها من بناته ، لأن أختها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم تعقب ذكراً حتى يكون كالحسن والحسين في ذلك وإنما أعقبت بنتاً وهي أمامة بنت أبي العاصي بن الربيع ، فلم يحكم لها صلى الله عليه وسلّم بهذا الحكم مع وجودها في زمنه ، فدل على أن أولادها لا ينسبون إليها لأنها بنت بنته ، وأما هي فكانت تنسب إليه بناء على أن أولاد بناته ينسبون إليه ، ولو كان لزينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولد ذكر لكان حكمه حكم الحسن ، والحسين في أن ولده ينسبون إليه صلى الله عليه وسلّم. هذا تحرير القول في هذه المسألة ، وقد خبط جماعة من أهل العصر في ذلك ولم يتكلموا فيه بعلم.
الوجه الرابع : أنهم هل يطلق عليهم أشراف ؟ والجواب : إن اسم الشريف كان يطلق في الصدر الأول على كل من كان من أهل البيت سواء كان حسنياً أم حسيناً أم علوياً من ذرية

الصفحة 31