كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 329 """"""
مسألة :
عبيد جاء معترفاً وفاء
من البحر الذي هو جبر كسرى
إمام عالم حبر وبحر
سما فضلاً على زيد وعمرو
لخلق الله لم يسمح زمان
بمثل علومه بدوام دهر
وما في العصر مجتهد سواه
تفرد كم له ثان بشكر
بنعليه على أرقاب قوم
هم الحساد قد ماتوا بقهر
فموتوا حاسديه أما تروه
بخير علومه صرتم بشر
جلا مرآة فقرى من جلاها
جلال الدين أنت فريد عصري
فيا عين الزمان فكم غريب
أتيت به تقرره وتقري
بفضلك جد وسد وارق المعالي
فكم أبرزت من طي ونشر
رثيت بحرقة يا بحر نجلى
ورحبي ضاق من ضيقان صدري
وقلبي بالنوى أضحى حريقاً
وبحر الدمع من عيني يجري
لنجل كان لي ما لي سواه
عليه يا إمام ضاع صبري
قضى بفنائه الباقي دواماً
وقد سلمت للأحكام أمري
رثيت إذاً وفكري في اشتغال
برقم عاجل سطراً بسطر
فعاب رثاء ما أبديت شخص
لشعر لم يكن يا حبر يدري
لقولي إبريسم الأفراح فيه
وكتان أضفت له بحري
فكتكته الأسى فغدا مشاقاً
وهذا قلته يا خير حبر
فدار به على النظام لما
رأوه غالياً في السعر شعري
فمن حسد له أبدوا هجاء
فهل لمقابل النعما بكفر
لأهل الفضل جئت به أجابوا
برقم عنه تبياناً بشكر
وها هم خطأوا من قال هجوا
وقالوا حاسد أضحى بخسر
ومنهم من أجاب عليه نظماً
وكم من قابل الهاجي بنشر
فلو أبصرت هجوهم وهجوي
لقلت رأيت تبناً عند تبري
لهم قد جئت ميداناً لحرب
وأطلقت اللسان وجال فكري
فجد بنفيس درك لي بشيء
لأكسرهم به ويكون نصري
ففهمي مثل رشح الكوز أضحى
وأنت البحر كم يا بر جسري
ونجل البرد دار يكون منكم
قبولاً سيدي مع بسط عذري

الصفحة 329