كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 35 """"""
والكلب لا يطيع إلا صاحبه وتقدم في باب المحبة أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (حبب إلي من دنياكم هذه ثلاث).
فإن قيل: كيف أمطر الله على أيوب عليه السلام جراداً من ذهب؟ قيل: جعله الله عوضاً عن الدود الذي أكله، فالجراد خلعة الطائع وعقوبة العاصي لأنه مخلوق من الذنوب وذلك أن المريض تلقى ذنوبه في البحر فيخلق الله منها التمساح فإذا مات التمساح صار دوداً ثم جراداً بإذن الله تعالى، وتقدم في فصل الأدب من كتاب الموت أنه مخلوق من طينة آدم عليه السلام. وقال بعض الحكماء: الدنيا ميراث الغرور، ومسكن البطالين، وسوق الراغبين، وميدان الفاسقين، وسجن المؤمنين، ومزبلة المتقين زاد مؤلفه رحمه الله ومزرعة للعالمين.
فائدة: قال ابن عباس: التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء وكان النبي عليه السلام يتوكأ عليها، وعنه عليه السلام قال: (العصا علامة المؤمن وسنة الأنبياء ومن خرج في سفر ومعه عصا من لوز مر) أمنه الله من كل سبع ضار ولص عاص ومن كل ذات (حمة حتى يرجع إلى أهله ومنزله وكان معه سبعة وسبعون من المعقبات يستغفرون له حتى يرجع ويضعها) وعن النبي عليه السلام قال: (من بلغ أربعين سنة ولم يأخذ العصا عدله من الكبر والعجب) وقال النبي عليه السلام: (ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا ولكن خيركم من أخذ من هذه لهذه).
لطيفة قال أنس: خرجت مع النبي عليه السلام فرأينا طيراً أعمى يضرب بمنقاره على شجرة فقال النبي عليه السلام: (أتدري ما يقول؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إنه يقول: اللهم أنت العدل وقد حجبت عني بصري وقد جعت، فأقبلت جرادة فدخلت في فيه، ثم ضرب بمنقاره على الشجرة فقال النبي عليه السلام: أتدري ما يقول؟ قلت: لا، قال: إنه يقول: من توكل على الله كفاه وعن أبي هريرة عن النبي عليه السلام قال: من عمل فرقة بين امرأة وزوجها كان عليه لعنة الله في الدنيا والآخرة وحرم الله عليه النظر إلى وجهه الكريم).
موعظة: عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: أيما امرأة خانت زوجها في الفراش فعليها نصف عذاب هذه الأمة وعن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (من مات وهو يعمل عمل قوم لوط لم يلبث في قبره إلا ساعة واحدة ثم يرسل الله إليه ملكاً يشبه الخطاف فيخطفه برجليه ويطرحه في بلاد قوم لوط ويكتب على جبينه آيس من رحمة الله) وعنه عليه السلام قال: (يؤتى يوم القيامة بأطفال ليس لهم رؤوس فيقول الله تعالى: من أنتم؟ فيقولون: نحن المظلومون، فيقول: من ظلمكم؟ فيقولون: آباؤنا كانوا يأتون الذكران من العالمين فألقونا في الأدبار فيقول الله تعالى: سوقوهم إلى النار واكتبوا على جباههم آيسين من رحمة الله) وعنه عليه السلام قال: (يمسخ اللوطي في قبره خنزيراً وتدخل [النار] في منخريه وتخرج من دبره كل يوم سبعين مرة) وقال عليه السلام: (العفريت أخبرنا عن إيليس فتوجه معه إلى البحر فوجده على وجه الماء فقال: أخبرنا بأبغض الأعمال إلى الله وأحبها إليك قال: اللواط ولولا ممشاك

الصفحة 35