كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 38 """"""
السبت طهر الله قلبه من المنكرات. ومن سرحها قائماً ركبه الدين أو قاعداً ذهب عنه الدين بإذن الله تعالى. وعن النبي عليه السلام قال: (إن الرجل ليكون من أهل الصلاة، والصيام، والجهاد فما يجزى إلا على قدر عقله) وعن ابن عباس عنه عليه السلام قال: (لكل شيء آلة وآلة المؤمن العقل، ولكل شيء دعامة ودعامة المؤمن العقل، ولكل قوم غاية وغاية العباد العقل، ولكل صنف راع وراعي العابدين العقل، ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهد العقل، ولكل أهل بيت قيم وقيم بيوت الصديقين العقل، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل).
ورأيت عن بعض الصحابة قال: نهانا عليه السلام أن يمشط أحدنا كل يوم، وفي الحديث: (من سعادة المؤمن خفة لحيته) رواه ابن عباس. وقالت عائشة: من أكل اليقطين بالعدس رق قلبه. وعن أنس عنه عليه السلام قال: (إن لله مدينة تحت العرش من مسك أذفر على بابها ملك ينادي كل يوم ألا من زار عالماً فقد زار الرب فله الجنة. وعن أنس عنه عليه السلام أنه قال: من أحب أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى المتعلمين فوالذي نفس محمد بيده ما من متعلم يختلف إلى باب عالم إلا كتب الله له بكل قدم عبادة سنة ويبني له بكل قدم مدينة في الجنة ويمشي على الأرض والأرض تستغفر له) وعنه عليه السلام: (من خاض في العلم يوم الجمعة فكأنما أعتق سبعين ألف رقبة، وكأنما تصدق بألف دينار، وكأنما حج أربعين ألف حجة وهو في رضوان الله وعفوه ومغفرته). وقال عليه السلام: (من اغبرت قدماه في طلب العلم حرم الله جسده على النار واستغفر له ملكاه، وإن مات في طلبه مات شهيداً، وكان قبره روضة من رياض الجنة، ويوسع له في قبره مد البصر، وبنور على جيرانه أربعين قبراً عن يمينه وأربعين قبراً على يساره وأربعين من خلفه وأربعين أمامه).
حكاية: قال أبو جهل: يا محمد إن أخرجت لنا طاووساً من صخرة في داري آمنت بك فدعا ربه عز وجل فصارت الصخرة تئن أنين المرأة الحبلى ثم انشقت عن طاووس صدره من ذهب ورأسه من زبرجد وجناحاه من ياقوت ورجلاه من جوهر، فلما رآه أبو جهل أعرض عن الإيمان. ورأيت في الزهر الفائح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان جالساً في أصحابه فمرت به امرأة مشركة ومعها صبي دون شهرين فلما دنت منه عبست في وجهه فانتفض الطفل وترك ثديها وقال: يا ظالمة نفسها تعبسي في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم قال: السلام عليك يا رسول الله وأكرم الخلق على الله، فقال: من أخبرك أني أكرم الخلق على الله؟ قال بذلك فقال جبريل صدق الغلام ثم قال: يا نبي الله ادع الله أن يجعلني من خدامك في الجنة فدعا له فمات في الحال فقالت أمه: جاء الحق وزهق الباطل أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله واأسفاه على ما فاتني منك يا رسول الله، فقال: أبشري فقد هدم الغلام عنك ما فعلتيه في الجاهلية وإني لأنظر إلى كفنك وحنوطك مع الملائكة في الهواء فماتت أيضاً في الحال فصلى عليهما النبي صلى الله عليه وسلّم.
حكاية: في روض الأفكار: أن امرأة خرجت تسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلّم فرآها شاب فقال:

الصفحة 38