كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 39 """"""
إلى أين؟ قالت: أسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلّم قال: أتحبيه؟ قالت: نعم، قال: فبحقه ارفعي نقابك حتى أنظر وجهك ففعلت ثم أخبرت زوجها بذلك فأوقد تنوراً ثم قال: بحقه عليك ادخلي التنور فألقت نفسها فيه ثم ذهب وأخبر النبي صلى الله عليه وسلّم بذلك فقال: ارجع واكشف عنها فكشف فرآها سالمة وقد جللها العرق. ودعا الله أن يرد الشمس على علي ابن أبي طالب رضي الله عنه في خيبر فطلعت بعد ما غربت، وقال عليه السلام: (معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب).
رأيت في القول البديع عن علي عنه عليه السلام قال: من حج حجة الإسلام وغزا بعدها غزاة كتبت غزاته بأربعمائة حجة فانكسرت قلوب قوم لا يقدرون على الجهاد فأوحى الله إليه ما صلى عليك أحد إلا كتبت صلاته بأربعمائة غزاة كل غزاة بأربعمائة حجة، وقال علي: خلق الله تعالى في الجنة شجرة ثمرها أكبر من التفاح وأصغر من الرمان ألين من الزبد وأحلى من العسل وأطيب من المسك، وأغصانها من اللؤلؤ الرطب وجذوعها من الذهب وورقها من الزبرجد لا يأكل منها إلا من أكثر من الصلاة على محمد (صلى الله عليه وسلم) وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه أحدق النظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: هل من حاجة؟ قال: لما رفعتك حليمة وأنت ابن أربعين يوماً رأيتك تخاطب القمر ويخاطبك بلغة لم أفهمها قال: يا عم قرصني القماط في جانبي الأيمن فأردت أن أبكي فقال القمر: لا تبك ولو قطر من دموعك قطرة على الأرض قلب الله الخضراء على الغبراء فصفق العباس فقال: أزيدك يا عم؟ قال: نعم قال: ثم قرصني القماط في جانبي الأيسر فهممت أن أبكي فقال القمر: لا تبك يا حبيب الله فإن وقع من دموعك قطرة على الأرض لم تنشق عن خضراء إلى يوم القيامة فسكت شفقة على أمتي، فصفق العباس وقال: أكنت تعلم ذلك وأنت ابن أربعين يوماً؟ فقال: يا عم والذي نفسي بيده لقد كنت أسمع صرير القلم على اللوح المحفوظ وأنا في ظلمة الأحشاء، أفأزيدك يا عم؟ قال: نعم قال: والذي نفسي بيده لقد خلق الله مائة ألف نبي وأربعاً وعشرين ألف نبي ما منهم من نبي علم أنه نبي حتى بلغ أشده وهو أربعون سنة إلا عيسى فإنه لما نزل من جوف أمه قال:) إني عبد الله آتاني الكتاب (وابن أخيك، أفأزيدك يا عم؟ قال: نعم قال: لما ولدت ليلة الإثنين خلق الله تعالى سبعة جبال في السموات السبع وملأها من الملائكة ما لا يحصيهم إلا الله يسبحون الله ويقدسونه إلى يوم القيامة، وجعل ثواب تسبيحهم وتقديسهم لعبد ذكرت عنده بين يديه فأزعج أعضاءه بالصلاة عليّ ذكره في شوارد الملح وعنه عليه السلام قال: (من صلى علي صلاة وجهر بها شهد له كل حجر ومدر ورطب ويابس). وعنه عليه السلام قال: (من صلى علي فتح الله عليه باباً من العافية). وعنه عليه السلام قال: (أكثروا من الصلاة علي فإنها تحل العقد وتفرج الكرب) وقال أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلّم: (من قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وكان قاعداً غفر له قبل أن يقوم وإن كان قائماً غفر له قبل أن يقعد). وعنه عليه السلام قال (من شم الورد الأحمر ولم يصل علي فقد جفاني) وعن أنس عنه عليه

الصفحة 39