كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 81 """"""
على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحديث فالحكم بها دونه، وقال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم السحري: قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلّم بمجيء المهدي وأنه من أهل بيته وأنه سيملك سبع سنين وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين، وأنه يؤم هذه الأمة وعيسى يصلي خلفه في طول من قصته وأمره، قال القرطبي: ويحتمل أن يكون قوله: عليه السلام ولا مهدي إلا عيسى أي لا مهدي كاملاً معصوماً إلا عيسى، قال: وعلى هذا تجتمع الأحاديث ويرتفع التعارض، وقال ابن كثير: هذا الحديث فيما يظهر ببادىء الرأي مخالف للأحاديث الواردة في إثبات مهدي غير عيسى ابن مريم، وعند التأمل لا ينافيها بل يكون المراد من ذلك أن المهدي حق المهدي هو عيسى ولا ينفي ذلك أن يكون غيره مهدياً أيضاً.
الرابع: أورد القرطبي في التذكرة أن المهدي يخرج من الغرب الأقصى في قصة طويلة ولا أصل لذلك والله أعلم.

الكشف عن مجاوزة هذه الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد فقد كثر السؤال عن الحديث المشتهر على ألسنة الناس أن النبي صلى الله عليه وسلّم لا يمكث في قبره ألف سنة، وأنا أجيب بأنه باطل لا أصل له، ثم جاءني رجل في شهر ربيع الأول من هذه السنة وهي سنة ثمان وتسعين وثمانمائة ومعه ورقة بخطه ذكر أنه نقلها من فتيا أفتى بها بعض أكابر العلماء ممن أدركته بالسن فيها أنه اعتمد مقتضى هذا الحديث وأنه يقع في المائة العاشرة خروج المهدي والدجال ونزول عيسى وسائر الأشراط وينفخ في الصور النفخة الأولى وتمضي الأربعون سنة التي بين النفختين وينفخ نفخة البعث قبل تمام الألف فاستبعدت صدور هذا الكلام من مثل هذا العالم المشار إليه وكرهت أن أصرح برده تأدباً معه فقلت: هذا شيء لا أعرفه، فحاولني السائل تحرير المقال في ذلك فلم أبلغه مقصوده وقلت: جولوا في الناس جولة فإنه ثم من ينفخ أشداقه ويدعي مناظرتي وينكر علي دعواي الاجتهاد والتفرد بالعلم على رأس هذه المائة ويزعم أنه يعارضني ويستجيش علي من لو اجتمع هو وهم في صعيد واحد ونفخت عليهم نفخة صاروا هباءً منثوراً، فدار السائل المذكور على الناس وأتى كل ذاكر وناس وقصد أهل النجدة والباس فلم يجد من يزيل عنه الالباس ومضى على ذلك بقية العام. والسؤال: بكر لم يفض أحد ختامها بل ولا جسر جاسر أن يحسر لئامها، وكلما أراد أحد أن يدنو منها استعصت وامتنعت، وكل من حدثته نفسه أن يمد يده إليها قطعت، وكل من طرق سمعه هذا السؤال لم يجد له باباً يطرقه غير بابي، وسلم الناس أنه لا كاشف له بعد لساني سوى واحد وهو كتابي، فقصدني القاصدون في كشفه، وسألني الواردون أن أحبر فيه

الصفحة 81