كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 82 """"""
مؤلفاً يزدان بوصفه، فأجبتهم إلى ما سألوا وشرعت لهم منهلاً، فإن شاؤوا علوا وأن شاؤوا نهلوا وسميته: (الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف) فأقول: أولاً الذي دلت عليه الآثار أن مدة هذه الأمة تزيد على ألف سنة ولا تبلغ الزيادة عليها خمسمائة سنة، وذلك لأنه ورد من طرق أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وأن النبي صلى الله عليه وسلّم بعث في أواخر الألف السادسة، وورد أن الدجال يخرج على رأس مائة وينزل عيسى عليه السلام فيقتله ثم يمكث في الأرض أربعين سنة، وأن الناس يمكثون بعد طلوع الشمس من مغربها مائة وعشرين سنة، وأن بين النفختين أربعين سنة فهذه مائتا سنة لا بد منها والباقي الآن من الألف مائة سنة وسنتان وإلى الآن لم تطلع الشمس من مغربها، ولا خرج الدجال الذي خروجه قبل طلوع الشمس من مغربها بعد نزول عيسى بسنتين، ولا ظهر المهدي الذي ظهوره قبل الدجال بسبع سنين، ولا وقعت الأشراط التي قبل ظهور المهدي، ولا بقي يمكن خروج الدجال عن قريب لأنه إنما يخرج على رأس مائة وقبله مقدمات تكون في سنين كثيرة، فأقل ما يكون أن يجوز خروجه على رأس الألف أي لم يتأخر إلى مائة بعدها فكيف يتوهم أحد أن الساعة تقوم قبل تمام ألف سنة؟ هذا شيء غير ممكن، بل إن اتفق خروج (الدجال) على رأس ألف وهو الذي أبداه بعض العلماء احتمالاً مكثت الدنيا بعده أكثر من مائتي سنة المائتين المشار إليها والباقي ما بين خروج الدجال وطلوع الشمس من مغربها، ولا ندري كم هو، وإن تأخر الدجال عن رأس ألف إلى مائة ألف أخرى كانت المدة أكثر ولا يمكن أن تكون المدة ألفاً وخمسمائة سنة أصلاً، وها أنا أذكر الأحاديث والآثار التي اعتمدت عليها في ذلك.
ذكر ما ورد أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة
وأن النبي صلى الله عليه وسلّم بعث في أواخر الألف السادسة
قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول: حدثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد حدثنا يعلى بن هلال عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي، ثم ماتوا عليها وهم في الباب الأول من جهنم لا تسودّ وجوههم ولا تزرق عيونهم ولا يغلون بالأغلال ولا يقرنون مع الشياطين ولا يضربون بالمقامع ولا يطرحون في الادراك من يمكث فيها ساعة ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها يوماً ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها شهراً ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج، وأطولهم مكثاً فيها مثل الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت وذلك سبعة آلاف سنة) وذكر بقية الحديث. وقال ابن عساكر: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد البغدادي أخبرنا أبو سهل حميد بن أحمد بن عمر الصيرفي أخبرنا أبو عمرو عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب أخبرنا أبو جعفر محمد بن شاذان بن سعدويه أخبرنا أبو علي الحسن بن داود البلخي حدثنا شقيق بن إبراهيم الزاهد حدثنا أبو هاشم الأيلي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلّم: (من قضى حاجة المسلم في الله كتب الله له عمر

الصفحة 82