"""""" صفحة رقم 88 """"""
ورد في ذلك حديث روى الشافعي في مسنده، وأحمد، والأربعة، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم عن سلمة بن الأكوع قال: قلت يا رسول الله إني رجل أصيد أفأصلي في القميص الواحد؟ قال: نعم وازرره ولو بشوكة) ثم رأيت النقل في المسألة صريحاً ولله الحمد. قال البخاري في صحيحه: باب جيب القميص من عند الصدر وغيره وأورد فيه حديث الجبتين في مثل المتصدق والبخيل وفيه ويقول بأصبعه هكذا في جيبه.
قال الحافظ ابن حجر في شرحه: فالظاهر أنه كان لابساً قميصاً وكان في طوقه فتحة إلى صدره قال: بل استدل به ابن بطال على أن الجيب في ثياب السلف كان عند الصدر، قال: وموضع الدلالة منه أن البخيل إذا أراد إخراج يده أمسكت في الموضع الذي ضاق عليها وهو الثدي والتراقي وذلك في الصدر، فبان أن جيبه كان في صدره لأنه لو كان في غيره لم يضطر يداه إلى ثدييه وتراقيه، قال الحافظ ابن حجر بعد إيراد كلام ابن بطال وفي حديث قرة بن إياس الذي أخرجه أبو داود، والترمذي وصححه، وابن حبان لما بايع النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (فأدخلت يدي في جيب قميصه فمسست الخاتم) ما يقتضي أن جيب قميصه كان في صدره لأن في أول الحديث أنه رآه مطلق القميص أي غير مزرر انتهى. وأخرج الطبراني عن زيد بن أبي أوفى: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم نظر إلى عثمان بن عفان فإذا أزراره محلولة فزرها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيده ثم قال: (اجمع عطفي ردائك على نحرك) هذا أيضاً يدل على أن جيبه كان على صدره. وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن سعيد بن جبير في قوله تعالى:) وليضربن بخمرهن على جيوبهن (يعني على النحر والصدر فلا يرى منه شيء، وقال ابن جرير في تفسيره: حدثني المثنى ثنا إسحاق بن الحجاج ثنا إسحاق بن إسماعيل عن سليمان بن أرقم عن الحسن قال: رأيت عثمان بن عفان على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم عليه قميص [قوهي] محلول الزر.
كتاب البعث
مسألة: هل ورد أن الزامر يأتي يوم القيامة بمزماره، وأن السكران يأتي بقدحه، وأن المؤذن يأتي يؤذن؟.
الجواب: نعم ورد ما يقتضي ذلك وورد التصريح بأفراد منه ونص عليه العلماء، ففي صحيح مسلم: (يبعث كل عبد على ما مات عليه) أخرجه من حديث جابر، وروى البيهقي في البعث من حديث فضالة بن عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة) وعليه حمل العلماء ما رواه أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري: (يبعث الميت في ثيابه الذي مات فيها) أي في أعماله التي يموت فيها من خير أو شر، وقد ثبت في الصحيح أن المجروح في سبيل الله يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب دماً وفيه أيضاً أن الذي مات على إحرامه يبعث ملبياً وفي رواية ملبداً وقد روى الأصبهاني في الترغيب من طريق عباد بن كثير عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً: (أن المؤذنين والملبين