كتاب القانون في الطب (اسم الجزء: 2)

الْمُؤخر وَإِمَّا فِي البطنين جَمِيعًا نَاقِصَة أَو كَامِلَة وَإِمَّا فِي الأوردة وَإِمَّا فِي الشرايين وَإِمَّا فِي منابت الأعصاب وَإِمَّا أَن تنخلع رباطات حجبه أَو يَقع افْتِرَاق بِهِ بَين جزأين. ويعرض لَهُ أمراض الِاتِّصَال لانحلال فَرد فِيهِ نَفسه أَو فِي شرايينه وأوردته أَو القحف. ويعرض لَهُ الأورام إِمَّا فِي جَوْهَر الدِّمَاغ نَفسه أَو فِي غشائه الرَّقِيق أَو الثخين أَو الشبكة أَو الغشاء الْخَارِج وَكله عَن مَادَّة من أحد الأخلاط الحارة أَو الْبَارِدَة أما من الْبَارِدَة العفنة فَيلْحق بالأورام الحارة والباردة الساكنة تفعل أوراماً هِيَ الَّتِي يَنْبَغِي أَن تسمّى بَارِدَة وكأنك لَا تَجِد من أمراض الدِّمَاغ شَيْئا إِلَّا رَاجعا إِلَى هَذِه أَو عارضاً من هَذِه. وأمراض الدِّمَاغ تكون خاصية وَتَكون بالمشاركة وَرُبمَا عظم الْخطب فِي أمراض الْمُشَاركَة فِيهِ حَتَّى تصير أمراضاً خاصية قتّالة فَإِنَّهُ كثيرا مَا ينْدَفع إِلَيْهِ فِي أمراض ذَات الْجنب والخوانيق مواد فصل فِي الدَّلَائِل الَّتِي يجب أَن يتعرّف مِنْهَا أَحْوَال الدِّمَاغ فَنَقُول المبادي الَّتِي مِنْهَا نصير إِلَى معرفَة أَحْوَال الدِّمَاغ هِيَ من الْأَفْعَال الحسية وَالْأَفْعَال السياسية أَعنِي التَّذَكُّر والتفكر والتصوّر وقوّة الْوَهم والحدس وَالْأَفْعَال الحركية وَهِي أَفعَال القوّة المحركة للأعضاء بتوسّط العضل وَمن كَيْفيَّة مَا يستفرغ مِنْهُ من الفضول فِي قوامه ولونه وطعمه أَعنِي حرافته وملوحته ومرارته أَو تفهه. وَمن كميته فِي قلّته وكثرته أَو من احتباسه أصلا وَمن مُوَافقَة الأهوية والأطعمة إيّاه ومخالفتها وإضرارها بِهِ وَمن عظم الرَّأْس وصغره وَمن جودة شكله الْمَذْكُورَة فِي بَاب الْعِظَام ورداءته وَمن ثقل الرَّأْس وخفّته وَمن حَال ملمس الرَّأْس وَحَال لَونه ولون عروقه وَمَا يعرض من القروح والأورام فِي جلدته وَمن حَال لون الْعين وعروقها وسلامتها ومرضها وملمسها خَاصَّة وَمن حَال النّوم واليقظة وَمن حَال الشّعْر فِي كميته أَعنِي قلّته وكثرته وغلظه ورقّته وكيفيته أَعنِي شكله فِي جعودته وسبوطته ولونه فِي سوَاده وشقرته وصهوبته وَسُرْعَة قبُوله الشيب وبطئه وَفِي ثباته على حَال الصِّحَّة أَو زَوَاله عَنْهَا بتشقّقه أَو انتثاره أَو تمرّطه وَسَائِر أَحْوَاله. وَمن حَال الرَّقَبَة فِي غلظها ودقّتها وسلامتها أَو كَثْرَة وُقُوع الأورام والخنازير فِيهَا وقلتهما وَكَذَلِكَ حَال اللهاة واللوزتين والأسنان. وَمن حَال القوى وَالْأَفْعَال فِي الْأَعْضَاء العصبانية

الصفحة 10