كتاب القانون في الطب (اسم الجزء: 2)

وَالِاسْتِدْلَال على الْمُشَاركَة يكون على وَجْهَيْن: أَحدهمَا من حَال الْعُضْو المشارك للدماغ فِيمَا يعرض للدماغ على مَا عرض للدماغ وَالثَّانِي من حَال الْعُضْو الَّذِي ألم الدِّمَاغ بمشاركته إِيَّاه أَنه أَي عُضْو هُوَ وَمَا الَّذِي بِهِ وَكَيف يتَأَدَّى إِلَى الدِّمَاغ. وَهَذِه الاستدلالات قد يسْتَدلّ مِنْهَا على مَا هُوَ حَاضر من الْأَفْعَال وَالْأَحْوَال وعَلى مَا يكون وَلم يحضر بعد مثل مَا يستدلّ من طول الْحزن والوحوش على المنالنخوليا المطلّ أَو القطرب الْوَاقِع عَن قرب وَمن الْغَضَب الَّذِي لَا معنى لَهُ على صرع أَو مالنخوليا حاراً ومانيا وَمن الضحك بِلَا سَبَب على حمق أَو على رعونة. فصل فِي كَيْفيَّة الِاسْتِدْلَال من هَذِه الدَّلَائِل على أَحْوَال الدِّمَاغ وتفصيل هَذِه الْوُجُوه المعدودة حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى آخر تَفْصِيل بِحَسب هَذَا الْبَيَان فصل فِي الِاسْتِدْلَال الْكُلِّي من أَفعَال الدِّمَاغ أما الدّلَالَة الْمَأْخُوذَة من جنس الْأَفْعَال فَإِن الْأَفْعَال إِذا كَانَت سليمَة أعانت فِي الدّلَالَة على سَلامَة الدِّمَاغ وَإِن كَانَت مؤفة دلّت على آفَة فِيهَا وآفات الْأَفْعَال كَمَا أوضحنا ثَلَاث هِيَ: الضعْف والتغير والتشوش ثمَّ الْبطلَان. وَالْقَوْل الْكُلِّي فِي الِاسْتِدْلَال من الْأَفْعَال أَن نقصانها وبطلانها يكون للبرد ولغلظ الرّوح من الرُّطُوبَة والسدّة وَلَا يكون من الْحر إِلَّا أَن يعظم فَيبلغ أَن فصل فِي الاستدلالات الْمَأْخُوذَة من الْأَفْعَال النفسانية الحسّية والسياسية والحركية والأحلام من جملَة السياسية. فَنَقُول هَذِه الْأَفْعَال قد تدْخلهَا الآفة على مَا عرف من بطلَان أَو ضعف أَو تشوّش مِثَال ذَلِك: إِمَّا فِي الْحَواس فلنبدأ بالبصر: فَإِن الْبَصَر تدخله الآفة إِمَّا بِأَن يبطل وَإِمَّا بِأَن يضعف وَإِمَّا بِأَن يتشوّش فعله ويتغيّر عَن مجْرَاه الطبيعي فيتخيّل مَا لَيْسَ لَهُ وجود من رج مثل الخيالات والبقّ والشعل وَالدُّخَان. وَغير ذَلِك فَإِن هَذِه

الصفحة 11