كتاب القانون في الطب (اسم الجزء: 2)

فِي جداول التَّحْلِيل والإنضاج من الْأَدْوِيَة والحارة وَإِن كَانَ تَحْصِيل التَّدْبِير فِي البلغمي والسوداوي مُخْتَلفا بِمَا سَنذكرُهُ. وَهَذِه الْأَدْوِيَة يجب أَن يتصاعد فِي درجاتها بِمِقْدَار الْمَادَّة فَإِن كَانَت كَثِيرَة الكمية شَدِيدَة الْكَيْفِيَّة جعلنَا الْأَدْوِيَة الحارة قَوِيَّة حَتَّى فِي الدرجَة الرَّابِعَة مثل العاقر قرحا والفربيون وَغير ذَلِك اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يخَاف غليان الْموَاد وَذَلِكَ إِن كَانَت كَثِيرَة جدا وخفنا أَنَّهَا إِذا سخنت إزداد حجمها وَأوجب تمدداً مؤلماً أَو ورماً فهنالك يجب أَن نبدأ فنستفرغ مِنْهَا شَيْئا ثمَّ نَأْخُذ فِي إنضاج الْبَاقِي والأصوب فِي إنضاج الأخلاط الليّنة الفجة أَن يكون العلاج والتضميد بأدوية معتدلة التسخين وتستعمل الهدّ والتعصيب لينضج بِرِفْق وَإِن كَانَت قَليلَة الكمّية أَو كَانَت ضَعِيفَة الْكَيْفِيَّة اقتصرنا من الَّتِي لَا كثير تسخين فِيهَا على اللطيفة فِي الدرجَة الأولى وَإِن كَانَت متوسّطة فعلى المتوسّطة وَإِن كَانَت الْمَادَّة سوداوية لم نقتصر على هَذِه الْأَدْوِيَة حَتَّى لَا يزِيد فِي التَّخْفِيف. وَلَا سِيمَا إِن كَانَ السَّوْدَاء غير طبيعي بل حراقياً بل يحْتَاج فِي إنضاج الْمَادَّة السوداوية إِلَى التليين والترطيب لَا محَالة ثمَّ يعقب بالمنضجات المحللة اللطيفة التَّحْلِيل الَّتِي فِي دَرَجَة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة وَالْأولَى أَن يجمع الملينة والمرطبة مَعَ الحارة المقطّعة المحللة. وَأما الْمَادَّة الحارة فإنضاجها يجمع قوامها وَيفتح مَعَ ذَلِك وَيقطع وَهَذِه هِيَ المبردات المرطبة الَّتِي فِيهَا جلاء وَغسل مثل مَاء الشّعير وَلبن الماعز الحليب ويجتنب اللَّبن من كَانَ بِهِ ضعف قوّة مَعَ الصداع والمنضجات الَّتِي بِهَذَا الشَّرْط وَيسْتَعْمل الْمِيَاه الَّتِي طبخ فِيهَا أوراق الْخلاف والبنفسج والنيلوفر وعصا الرَّاعِي والبقول الْبَارِدَة كلهَا الْمَكْتُوبَة فِي

الصفحة 30