المبني
فصل [تعريفه وسبب بنائه]
قال صاحب الكتاب: وهو الذي سكونُ آخرِهِ وحركتُه لا بعاملٍ. وسببُ بِنائه مُناسَبتُه ما لا تمكُّنَ له بوجهٍ قريب أو بعيدٍ، بتضمُّنِ معناه، نحو: "أَيْنَ"، و"أَمْسِ"؛ أو شَبَهِه كالمُبهَمات؛ أو وُقوعِه موقعَه كـ "نَزالِ"؛ أو مُشاكَلتِه للواقع موقعَه كـ "فَجارِ"، و"فَساقِ"؛ أو وقوعِه موقعَ ما أَشبَهَه، كالمُنادَى المضموم؛ أو إضافته إليه، كقوله عزّ وعلا: {مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} (¬1) و {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ} (¬2) فيمَن قرأهما بالفتح. وقول أبي قَيْسِ بن رِفاعةَ [من البسيَط]:
440 - لم يَمْنَعِ الشّرْبَ منها غَيرَ أن نَطَقَتْ ... حَمامةٌ في غُصون ذاتِ أَوْ قالِ
¬__________
(¬1) المعارج: 11. وهي قراءة نافع والكسائي وغيرهما. انظر: البحر المحيط 8/ 334؛ والكشاف 4/ 158؛ والنشر في القراءات العشر 2/ 289.
(¬2) المرسلات: 35. وهي قراءة عاصم، والأعمش، والأعرج، وغيرهم. انظر: البحر المحيط 8/ 407؛ وتفسير القرطبي 19/ 166؛ والكشاف 4/ 205؛ ومعجم القراءات القرآنية 8/ 40.
440 - التخريج: البيت لأبي قيس بن الأسلت في ديوانه ص 85؛ وجمهرة اللغة ص 1316؛ وخزانة الأدب 3/ 406؛ والدرر 3/ 150؛ ولأبي قيس بن رفاعة في شرح أبيات سيبويه 2/ 180؛ وشرح شواهد المغني 1/ 458؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 65، 214، 5/ 296؛ وخزانة الأدب 6/ 532، 552، 553؛ وسرّ صناعة الإعراب 2/ 507؛ وشرح التصريح 1/ 15؛ والكتاب 2/ 329؛ ولسان العرب 10/ 354 (نطق)، 11/ 734 (وقل)؛ ومغني اللبيب 1/ 159؛ وهمع الهوامع 1/ 219.
اللغة: الأوقال: جمع الوَقْل وهو شجر المقل.
المعنى: لم يمنع الشاربين من ورود الماء سوى حمامة صوّتت على غصون الشجر، فأهاجت الحنين والذكريات.
الإعراب: "لم": حرف جزم ونفي وقلب. "يمنع": فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحُرّك بالكسر منعًا من التقاء الساكنين. "الشرب": مفعول به منصوب بالفتحة. "منها": جار ومجرور متعلّقان بـ "يمنع"."غير": اسم مبني على الفتح في محل رفع فاعل. "أن": حرف مصدري. "نطقت": فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: تاء التأنيث الساكنة. "حمامة": فاعل مرفوع بالضمّة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بالإضافة. "في غصون": جار ومجرور متعلقان بمحذوف =