كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 2)

وقولُ الآخر [من السريع]:
443 - أُلْفِيَتَا عَيْناكَ عند القَفَا ... أَوْلَى فأَوْلَى لك ذا واعِيَهْ
وذهب أبو عثمان المازنيُّ، وغيره من النحويّين إلى أنّ الألف في "قاما"، والواو في "قاموا" حرفان يدلاّن على الفاعلَيْن، والفاعلين المضمرين، والفاعلُ في النيّة، كما أنّك إذا قلت: "زيدٌ قام"، ففي "قام" ضمير في النيّة، وليست له علامةٌ ظاهرةٌ. فإذا ثُنّي، أو
¬__________
= الإعراب: "يلومونني": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو حرف دال على الجمع، والنون الثانية للوقاية. والياء ضمير في محلّ نصب مفعول به. "في اشتراء": جار ومجرور متعلّقان بـ"يلوم"، وهو مضاف. "النخيل": مضاف إليه مجرور. "أهلي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. "فكلّهم": الفاء حرف استئناف، "كل" مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، "هم": ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. "يعذل": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وناعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
وجملة "يلومونني": ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "كلهم يعذل": استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "يعذل": في محلّ رفع خبر المبتدأ "كلهم".
والشاهد فيه قوله: "يلومونني ... أهلي" حيث ألحق واو الجماعة بالفعل المسند إلى الفاعل الظاهر
على لغة بني الحارث بن كعب. والقياس "يلومني أهلي".
443 - التخريج: البيت لعمرو بن ملقط في تخليص الشواهد ص 474؛ وخزانة الأدب 9/ 21؛ وشرح التصريح 1/ 275؛ وشرح شواهد المغني 1/ 331؛ والمقاصد النحوية 2/ 458؛ ونوادر أبي زيد ص 62؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص 19؛ وسرّ صناعة الإعراب 2/ 718؛ والصاحبي في فقه اللغة ص 177.
شرح المفردات: ألفى الشيء: وجده. القفا: مؤخّره العنق. أولى لك: دعاء بالشرّ والتهديد. ويروى: "واقية" مكان "واعية".
المعنى: يقول هاجيًا رجلاً جبانًا: لقد وُجدت عيناك وكأنّهما على قفاك لكثرة تلفّتك إلى الوراء، فكن حذرًا، فالوقاية خير ملاذ وخير وسيلة للنجاة.
الإعراب: "ألفيتا": فعل ماضٍ مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، والألف حرف للمثنّى. "عيناك": نائب فاعل مرفوع بالألف، وهو مضاف، والكاف في محلّ جرّ بالإضافة. "عند": ظرف مكان منصوب متعلّق بـ "ألفيتا" وهو مضاف. "القفا": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة. "أولى": مبتدأ مرفوع. "فأولى": الفاء حرف عطف، "أولى": معطوف على "أولى" السابقة. "لك ": جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر المبتدأ، أو بـ "أولى"، ويكون الخبر عندئذ محذوفًا. وقيل: "أولى" اسم فعل بمعنى "قارب" أي المكروه. "ذا": حال من الكاف في "لك" منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "واعية": مضاف إليه مجرور.
وجملة "ألفينا عيناك": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أولى ... ": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "ألفيتا عيناك" حيث اتّصلت ألف الاثنين بالفعل المسند إلى فاعل الاسم الظاهر، وذلك على لغة بني الحارث بن كعب وهي لغة: "أكلوني البراغيث".

الصفحة 297