كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 2)

وقال الآخر [من الوافر]:
482 - وَلَيس لعَيشِنَا هذا مَهاه ... وليستْ دارُنَا هاتَا بِدارِ
فـ "هَا" للتنبيه، و"ذَا" للإشارة، والمرادُ تَنَبَّه أيُّها المخاطبُ لمن أشِيرُ إليه. وتسقُط ألفُه في الخَط لكثرة الاستعمال، وهي ثابتة لفظًا.
وقد يكون معهما خطابٌ، فتقول: "هاذاك"، و"هاتاك"، فـ "هَا" تنبيهٌ، و"ذَا"، و"تَا" إشارةٌ، والكافُ حرفُ خطاب.
وفي التثنية "هاذانِ"، و"هاتانِ"، وإن جئت بالخطاب، قلت: "هاذانِكَ"، و"هاتانِكَ"، فـ "هَا" تنبيهٌ، و"ذان" إشارة إلى اثنين، والكافُ حرفُ خطاب.
وتقول في الجمع "هؤُلاءِ". وفيه ثلاثُ لغات أشهرُها "هؤلاءِ" بالمدّ، و"هاؤلَا" بالقصر، و"هَؤلاءِ" بحذفِ ألفِ "هَا" التي للتنبيه، كأنّه لكثرة استعماله صار كالكلمة الواحدة، فخفّفوه بحذفِ ألفه. قال الشاعر [من الوافر]:
483 - تَجَلَّدْ لا يَقُل هَؤلاءِ هذا ... بَكَى لما بَكَى أسَفًا وغَيظَا
¬__________
= وجملة "نبأتمانى": بحسب الواو. وجملة "الموت بالقرى": سدت مسدّ مفعولي "نبأتماني" الثاني والثالث. وجملة "كيف خْبِّرتمانى": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هاتي هضبةٌ": حالية محلها النصب.
والشاهد فيه قوله: "هاتى"، ومعناه "هذه"، فإذا صُغرت قيل: هاتيا على لفظ "هاتا" كي لا يلتبس بالمذكر.
482 - التخريج: البيت لعمران بن حطان في ديوانه ص 112؛ وتخليص الشواهد ص 121؛ وخزانة الأدب 5/ 361؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 270؛ وشرح شواهد الإيضاح ص 604؛ وشرح شواهد المغني 2/ 926؛ والكتاب 3/ 488؛ ولسان العرب 13/ 542 (مهه)؛ والمقتضب 2/ 288، 4/ 277.
اللغة: المهاه: الصفاء والرونق الجميل.
المعنى: ليس لحياة المرء رونق بهي، وليس باقيًا فيها، بل لا بد من نهايتها وانتقاله إلى الدار الآخرة.
الإعراب: "وليس": الواو: عاطفة، و"ليس": فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة. "لعيشنا": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف مقدم، وهو مضاف و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "هذا": الهاء: للتنبيه،"ذا": اسم إشارة في محل جر نعت لِـ "عيشنا". "مهاه": اسم "ليس" مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. "وليست": الواو: عاطفة، و"ليس": فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة، والتاء: للتأنيث. "دارنا": اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة."هاتا": "ها": للتنبيه، و"تا": اسم إشارة في محل رفع صفة اسمها. "بدار": الباء: حرف جر زائد، "دار": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ليس.
وجملة "ليس لعيشنا مهاه": بحسب الواو. وجملة "ليست دارنا بدار": معطوفة على ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد ليه قوله: "هاتا بدارِ" حيث جاءت "هاتا" اسم إشارة للمؤثث بمعنى "هذه".
483 - التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 5/ 437؛ وتذكرة النحاة ص 506.
اللغة: تجلد: من الجلادة، وهو التحفظ من الجزع.
الإعراب: "تجلد": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره. أنت. "لأن": حرف =

الصفحة 367