كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 2)

فصل [أوجه "ما"]
قال صاحب الكتاب: و"مَا" إذا كانت اسمًا على أربعة أوجه: موصولةٌ كما ذُكر، وموصوفة، كقوله [من الخفيف]:
500 - رُب ما تَكرَهُ النفوسُ مِنَ الأمِر ... له فَرْجَةٌ كحَل العِقالِ
ونكرةٌ في معنَى شَيء من غير صلةٍ، ولا صفةٍ، كقوله تعالى: {فَنِعِمَّا هِيَ} (¬1). وقولِهم في التعجب: "ما أَحْسَنَ زيدًا! "، ومضمَّنة معنَى حرفِ الاستفهام، والجزاء، كقوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ} (¬2)، وقولِه: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} (¬3).
* * *
¬__________
500 - التخريج: البيت لأميّة بن أبي الصلت في ديوانه ص 50؛ والأزهية ص 82، 95؛ وحماسة البحتري ص 223؛ وخزانة الأدب 6/ 108، 113، 10/ 9؛ والدرر 1/ 77؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 3؛ والكتاب 2/ 109؛ ولسان العرب 2/ 341/ فرج)؛ وله أو لحنيف بن عمير أو لنهار ابن أخت مسيلمة الكذاب في شرح شواهد المغني 2/ 707، 708؛ والمقاصد النحوية 1/ 484؛ وله أو لأبي قيس صرمة بن أبي أنس أو لحنيف في خزانة الأدب 6/ 115؛ ولعبيد بن الأبرص في ديوانه ص 128؛ وبلا نسبة في إنباه الرواة 4/ 134؛ وأساس البلاغة ص 327 (فرج)؛ والأشباه والنظائر 3/ 186؛ وأمالي المرتضى 1/ 486؛ والبيان والتبيين 3/ 260؛ وجمهرة اللغة ص 463؛ وجواهر الأدب ص 369؛ وشرح الأشموني 1/ 70؛ ومغني اللبيب 2/ 297؛ والمقتضب 1/ 42؛ وهمع الهوامع 1/ 8.
الإعراب: "ربما": "رُبّ": حرف جرّ شبيه بالزائد، و"ما": نكرة بمعنى "شيء" في محل رفع مبتدأ، وفي محل جر بحرف الجر لفظًا. "تكره": فعل مضارع مرفوع. "النفوس": فاعل مرفوع. "من الأمر": جار ومجرور متعلقان بـ "تكره". "له": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. "فرجة": مبتدأ مؤخر مرفوع. "كحل": جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صفة لـ "فرجة"، وهو مضاف. "العقال": مضاف إليه مجرور.
وجملة "ربما تكره النفوس ... ": لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "تكره النفوس ": في محل رفع نعت لـ "ما". وجملة "له فرجة": في محل رفع خبر المبتدأ "ما"، أو في محل جر صفة لـ "الأمر" لأنه محلى بـ "أل" الجنسية.
والشاهد فيه قوله: "ربما" حيث دخلت "رب" على "ما" مِمَّا يدل على أن "ما" قابلة للتنكير، لأن "ربَّ" لا تدخل إلَّا على نكرة، وجملة "تكره النفوس" صفة لـ "ما".
(¬1) البقرة: 271.
(¬2) طه:17.
(¬3) المزمل: 20.

الصفحة 402