كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 2)
كوَصْلهم القافيةَ المُطْلَقة بهذه الحروف، نحو قوله [من الوافر]:
508 - [متي كان الخيامُ بذي طلوح] ... سُقِيتِ الغَيْثَ أيتُهَا الخِيامُو
ونحو قوله [من الوافر]:
أَقِلي اللَوْمَ عَاذِلَ والعِتابَا ... [وقولىِ إِنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أَصابا] (¬1)
ونحو [من الطويل]:
[قِفا نبْكِ من ذكرى حبيب ومَنزِلِ ... بِسقْطِ اللوى] بَيْنَ الدخُولِ فَحَوْمَلِي (¬2)
وقال المبرّد: أدخلوا هذه الحروف قبل الحركات، فالواوُ في "مَنُو" قبلَ ضمّة النون، والألفُ في "مَنَا" قبل الفتحة، والياءُ في "مَنِي" قبل الكسرة. وإنّما حركوا النون، وأصلُها البناء على السكون لعِلتَيْن: إحداهما: أنّك تقول في النصب: "مَنَا"، فتفتح النون, لأن ما قبل الألف لا يكون إلَّا مفتوحًا. فلمّا وجب تحريكُها في النصب، حركوها في الرفع والجرّ، ليكون الجميعُ على منهاج واحد، لا يختلف. والعلةُ الثانية أن الواو
¬__________
508 - التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 278؛ والأغاني 2/ 179؛ وجمهرة اللغة ص 550؛ والجنى الداني ص 174؛ وخزانة الأدب 10/ 121؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 349؛ وشرح شواهد المغني 1/ 311، 2/ 785؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 617؛ والكتاب 4/ 206؛ ومعجم ما استعجم ص 893؛ والمقاصد النحوية 2/ 469؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 164؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 479، 480، 481، 502، 503؛ وشرح الأشموني 3/ 762؛ ولسان العرب 14/ 349 (روي)، 15/ 209 (قوا)؛ والمنصف 1/ 224.
اللغة: ذو طلوح: واد في أرض بني العنبر من تميم، سمي به لكثرة شجر الطلح به، وهو شجر عظام ترعاه الإبل. الغيث: المطر.
المعنى: يتساءل الشاعر فيقول: متى كانت الخيام منصوبة في هذا المكان ومتى فارقه أهله، ثم يتوجه بالدعاء - وهو يتذكر أهل هذه الخيام - أن ينزل عليها المطر.
الإعراب: "متى": اسم استفهام في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل "كان" بعده أو بخبره. "كان": فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح. "الخيام": اسمها مرفوع بالضمة. "بذي": الباء: حرف جر، "ذي": اسم مجرور بالباء وعلامة جرة الياء لأنه من الأسماء الخمسة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان. "طلوح": مضاف إليه مجرور. "سقيت": فعل مضارع مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. "الغيث": مفعول به منصوب. "أيتها": "أية": منادى نكرة مقصودة، بأداة نداء محذوفة، مبني على الضمّ في محل نصب على النداء، و"ها": حرف تنبيه لا محل له. "الخيامو": بدل من أيتها مرفوع مثله على البناء، وقد أشبعت الضمة فقلبت واوًا.
جملة "كان الخيام بذي": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "سقيت الغيث": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وكذلك جملة "أيتها الخيامو".
والشاهد فيه قوله: "الخيامو" حيث أشبعت الضمة التي على الميم، فتولدت واو الإشباع.
(¬1) تقدم بالرقم 36.
(¬2) تقدم بالرقم 353.
الصفحة 418
440