كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 2)

يُنشد برفع "الأواريّ" ونصبِها، فَمن رفع، جعلها من أحَدِي ذلك المكان، والوجهُ النصبُ، وعليه أكثرُ الناس.
وأمّا الضربُ الثاني: وهو ما لا يجوز فيه إلّا النصبُ فقط، وذلك نحوُ قوله تعالى: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} (¬1)، فـ "من" في موضعِ نصب, لأنّه من غير الجنس؛ لأنّ "عاصمَ" فاعلٌ، و"مَن رحم" معصومٌ، أي: مَن رحمه اللهُ، والفاعلُ ليس من جنس المفعول، ومنهم من يجعله استثناء متّصِلًا، فيكون "عاصمَ" فاعلًا بمعنَى مفعول، أي: ذو عِصْمَةٍ، نحوَ قوله تعالى: {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} (¬2)، أي: مدفوقٍ، وقولهِ تعالى: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} (¬3) أي: مرضيّةٍ، ومنه قولُ الشاعر [من الطويل]:
302 - [لقدْ عيَّل الأيتامَ طعنةُ ناشرَه] ... أنَاشِرَ لا زالتْ يَمِينُك آشِرَهْ
بمعنَى "مأشورة" أي: مقطوعة، وهو ضعيف لأنّه خلافُ الظاهر، وإنّما يُصار إلى
¬__________
= رفع خبر لـ "النؤي"، "الحوض": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. "بالمظلومة": جار ومجرورة متعلقان بحال محذوفة من (الحوض). "الجلد": صفة (المظلومة) مجرورة بالكسرة.
وجملة "وقفت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أسائلها": في محل نصب حال. وجملة "عيَّت": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "ما بالربع من أحد": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أبينها": في محلّ نصب حال. وجملة "النؤيُ كالحوض": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "الأواريّ" حيث يجوز فيه الرفع والنصب على ما سيبُينه الشارح.
(¬1) هود: 43.
(¬2) الطارق: 6.
(¬3) الحاقة: 21.
302 - التخريج: البيت لنائحة همّام بن مرّة في التنبيه والإيضاح 2/ 78؛ وبلا نسبة في تهذيب اللغة 9/ 221، 11/ 410؛ وجمهرة اللغة ص 734؛ ومجمل اللغة 1/ 193؛ وتاج العروس 10/ 56 (أشر)، 14/ 219 (نشر)؛ ولسان العرب 4/ 21 (أشر)، 5/ 209 (نشر).
اللغة: ناشرة: اسم رجل.
الإعراب: "لَقَد": اللام حرف مُوطَّئ للقَسَم، و"قد": حرف تحقيق. "عيَّل": فعل ماضٍ. "الأيتامَ": مفعول به منصوب بالفتحة."طعنة": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "ناشرة": مضاف إليه مجرور بالكسرة وسُكن لضرورة الوزن. "أناشر": الهمزة: حرف نداء. "ناشر": منادى مبني على الضمّ المقدّر على التاء المحذوفة للترخيم (على لغة من ينتظر) في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف. "لا": حرف نفي. "زالت": فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح، والتاء للتانيث. "يمينك": اسم "لا زالت" مرفوع بالضمّة، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. "آشرة": خبر "لا زالت" منصوب بالفتحة، وسُكّنت التاء لضرورة القافية.
وجملة "لقد عيّل": ابتدائيَّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة النداء استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "لا زالت يمينك آشرة": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "آشرة" حيث جاءت بمعنى: مأشورة.

الصفحة 57