كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (اسم الجزء: 2)

الكثير، ويلي الألف السادس برج الحوت بطلوع المشتري والرأس فيدل على المحمدة في الناس عامّة وعلى الصلاح والخير والسرور، وذهاب الشرّ، وحسن العيش، ولكل واحد من الكواكب ولاية ألف سنة، فصار عطارد خاتما في برج السنبلة.
وزعم ابن بوبخت: أنّ من يوم سارت الشمس إلى تمام خمس وعشرين من ملك أنوشروان ثلاثة آلاف وثمانمائة وسبع وستون سنة، وذلك في ألف الجدي وتدبير الشمس، ومنه إلى اليوم الأوّل من الهجرة سبع وثمانون سنة شمسية وستة وعشرون يوما، ومن الهجرة إلى قيام يزدجرد تسع سنين وثلثمائة وسبعة وثلاثون يوما فذلك الجميع إلى أن قام يزدجرد ثلاثة آلاف وتسعمائة وست وستون سنة.
وقال أبو معشر: وزعم قوم من الفرس أنّ عمر الدنيا سبعة آلاف سنة بعدّة الكواكب السبعة. وزعم أبو معشر: أنّ عمر الدنيا ثلثمائة ألف سنة وستون ألف سنة، وأنّ الطوفان كان في النصف من ذلك على رأس مائة ألف وثمانين ألف سنة.
وقال قوم: عمر الدنيا تسعة آلاف سنة لكل كوكب من الكواكب السبعة السيارة ألف سنة، وللرأس ألف سنة، وللذنب ألف سنة وشرّها ألف الذنب، وإنّ الأعمار طالت في تدبير آلاف الثلاثة العلوية، وقصرت في آلاف الكواكب السفلية.
وقال قوم: عمر الدنيا تسعة عشر ألف سنة بعدد البروج الاثني عشر لكل برج ألف سنة وبعدد الكواكب السبعة السيارة لكل كوكب ألف سنة.
وقال قوم: عمر الدنيا أحد وعشرون ألف سنة بزيادة ألف للرأس، وألف للذنب.
وقال قوم: عمر الدنيا ثمانية وسبعون ألف سنة في تدبير برج الحمل اثنا عشر ألف سنة، وفي تدبير برج الثور أحد عشر ألف سنة، وفي تدبير الجوزاء عشرة آلاف سنة، فكانت الأعمار في هذا الربع أطول، والزمان أجدّ، ثم تدبير الربع الثاني مدّة أربعة وعشرين ألف سنة، فتكون الأعمار دون ما كانت في الربع الأوّل، وتدبير الربع الثالث خمسة عشر ألف سنة، وتدبير الربع الرابع ستة آلاف سنة.
وقال قوم: كانت المدّة من آدم إلى الطوفان ألفين وثمانين سنة وأربعة أشهر وخمسة عشر يوما، ومن الطوفان إلى إبراهيم عليه السلام تسعمائة واثنتين وأربعين سنة وسبعة أشهر وخمسة عشر يوما، فذلك ثلاثة آلاف، ومائتان وثلاث وعشرون سنة.
وقال قوم من اليهود: عمر الدنيا سبعون ألف سنة منحصرة في ألف جيل ولفقوا ذلك من قول موسى عليه السلام في صلاته: إنّ الجيل سبعون سنة، ومن قوله في الزبور: إنّ إبراهيم عليه السلام قطع معه الله تعالى عهد البقاء البشر ألف جيل، فجاء من ذلك أنّ مدّة الدنيا سبعون ألف سنة، واستظهروا لقولهم هذا بما في التوراة من قوله، واعلم أنّ الله إلهك

الصفحة 11