كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (اسم الجزء: 2)

سنة، ثم تدور الأدوار الثلاثة عليها مرة أخرى. واتفق وقوع مبدأ الدور الأعظم في الشهر الأوّل من سنة ثلاث وثلاثين وستمائة: ليزدجرد، واسمه بلغتهم: كادره، وبلغة العرب: سنة الغار، وكان دخول أوّل افرودين هذه السنة من سني العرب يوم الخميس، وهو بلغتهم: سن جن، ومن هذا اليوم وعلى هذا التاريخ تترتب مبادي سنيهم وأيامهم في الماضي والمستقبل، وشهورهم اثنا عشر شهرا، لكل شهر منها اسم بلغة: الخطا، وبلغة الايعز لا حاجة بنا هنا إلى ذكره.
ويقسمون اليوم الأوّل بليلته اثني عشر قسما، كل قسم منها يقال له: جاغ، وكل جاغ ثمانية أقسام، كل قسم منها يقال له: كه، ويقسمون اليوم بليلته أيضا عشرة آلاف فنك، وكل فنك منها: مائة مياو، فيصيب كل جاغ: ثمانمائة وثلاثة وثلاثين فنكا وثلث فنك، وكل: كه مائة وأربعة أفناك وسدس فنك، وينسبون، كل جاغ إلى صورة من الصور الاثنتي عشرة، ومبدأ اليوم بليلته عندهم من نصف الليل، وفي منتصف جاغ كسكو يتغير أوّل النهار وآخره بحسب الطول والقصر من قبل أنّ كل جاغ ساعتان مستويتان، وفي منتصف النهار ينتصف جاغ يوند، وهم يكبسون في كل ثلاث سنين قمرية شهرا واحدا يسمونه: سيون ليحفظوا بالكبس مبادي سني الشمس في زمان واحد من سنة أخرى، ويكبسون أحد عشر شهرا في كل ثلاثين سنة قمرية، ولا يقع عندهم شهر الكبس في موضع واحد بعينه من السنة، بل يقع في كل موضع منها، وكل شهر عدّة أيامه إما ثلاثون يوما أو تسعة وعشرون يوما، ولا يمكن عندهم أكثر من ثلاثة أشهر متوالية تامّة، ولا أكثر من شهرين ناقصين.
ومبادي شهورهم، يوم الاجتماع إن وقع اجتماع النيرين نهارا، فإن وقع الاجتماع ليلا كان أوّل الشهر في اليوم الذي بعد الاجتماع وزمان السنة الشمسية بحسب أرصادهم، ثلثمائة وخمسة وستون يوما وألفان وأربعمائة وستة وثلاثون فنكا، والسنة أربعة وعشرون قسما، كل قسم منها: خمسة عشر يوما وألفان ومائة وأربعة وثمانون فنكا وخمسة أسداس فنك، ولكل قسم من هذه الأقسام اسم، وكل ستة أقسام منها فصل من فصول السنة، فاسم أوّل قسم من فصولها الحن، وأوّله أبدا، حيث تكون الشمس في ست عشرة درجة من برج الدلو وهكذا أوائل كل فصل، إنما تكون في حدود أواسط البروج الثابتة، وكان بعد مدخل الحن من أوّل الدور الستينيّ في السنة المذكورة أحد عشر يوما، وسبعة آلاف وستمائة وستين فنكا، واسم مدخله بي خايني، وكان بعد دخول السنة الفارسية المذكورة بنحو عشرين يوما، ويبعد مدخله عن أوّل الدور الستينيّ، ويتفاضل البعد بينهما في كل سنة بقدر فضل سنة الشمس على سنة القمر التي هي ثلثمائة وأربعة وخمسون يوما، وثلاثة آلاف وستمائة واثنان وسبعون فتكا، ومقدار الفضل بينهما عشرة أيام وثمانية آلاف وسبعمائة وأربعة وستون فنكا، فإن زادت الأيام على زمان الشهر القمريّ الأوسط الذي هو تسعة وعشرون يوما، وخمسة آلاف وثمانمائة وستة أفناك، نقص منها هذا العدد، واحتسب بالباقي.

الصفحة 7