كتاب تنقيح التحقيق - العلمية (اسم الجزء: 2)


والله لا يكشفها أحد فدفنها بغسلها بذلك ' .
قلنا : هذا حديث لا يصح .
في إسناده ابن إسحاق وعلي بن عاصم وقد سبق جرحهما . وقد رواه نوح بن يزيد عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد . ورواه الحكم بن أسلم عن إبراهيم أيضا .
ورواه عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل : أن فاطمة اغتسلت ، هكذا ذكره مرسلا . ونوح ، والحكم كلاهما متشيع .
وابن عقيل : ضعيف ، وحديثه مرسل ، والتخليط فيه من بعض الرواة .
وكيف يكون صحيحا والغسل إنما شرع لحدث الموت فكيف يقع قبله ، وحاشا علي وفاطمة أن يخفى عليهما مثل هذا .
ز : هذا الحديث منكر جدا أنكره الإمام أحمد وغيره ، وإن كان قد رواه في مسنده عن أبي النضر عن إبراهيم بن سعد ، قال حنبل وسمعت أبا عبد الله أنكر حديث إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق أن فاطمة غسلت نفسها وكفنتها .
وعبيد الله بن علي بن أبي رافع شيخ مقل ، قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن عبيد الله بن علي بن رافع قال : هو ابن أخي عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي روى عنه سعيد بن أبي هلال ومحمد بن إسحاق لا بأس بحديثه ليس بمنكر الحديث .
قلت : يحتج بحديثه ، قال : لا لا هو يحدث بشيء ؟ يسير وهو شيخ ، وقول المؤلف في إسناده وابن إسحاق وعلي بن عاصم وقد سبق جرحهما ، فيه نظر ، وقد تقدم قريبا احتجاج المؤلف بابن إسحاق .
وراوي هذا الحديث إنما هو عاصم بن علي الواسطي لا أبوه علي بن عاصم ، وعاصم روى عنه البخاري في صحيحه .
وقوله نوح والحكم كلاهما متشيع - فيه نظر أيضا - فإن نوح بن يزيد هو المؤدب وهو صدوق ثقة من أصحاب إبراهيم بن سعد ، ولا نعلم أحدا رماه بالتشيع والحكم بن اسلم قال فيه أبو حاتم الرازي : قدري بصري صدوق ، والله أعلم .
قالوا : نعارض حجتكم بما روي عن النبي أنه قال : لا ينظر الله عز وجل إلى رجل نظر إلى فرج امرأة وابنتها ' .
____________________

الصفحة 126