كتاب تنقيح التحقيق - العلمية (اسم الجزء: 2)


كما رواه النسائي وقال علي - يعني الدارقطني - الأول متصل وهو إسناد حسن ، وعبد الرحمن قد أدرك عائشة فدخل عليها وهو مراهق .
وقد احتج أصحابنا بحديث خامس ذكره أبو بكر الأثرم من حديث أنس بن مالك قال : كنا نسافر فمنا المتمم ومنا المقصر لا يعيب بعضنا على بعض .
غير أن هذا الحديث لا يصح ، تفرد به زيد العمي وليس بشيء ، وإنما الحديث المعروف : فمنا الصائم ومنا المفطر .
احتجوا بحديث وبثلاثة آثار :
أما الحديث فرواه الدارقطني : ثنا أحمد بن المغلس ، ثنا أبو همام .
قال : حدثني بقية بن الوليد ، عن أبي يحيى المدني ، عن عمرو بن شعيب .
وقال العقيلي : ثنا الحسن بن علي بن زياد ، ثنا موسى بن إبراهيم الفراء ، ثنا بقية بن الوليد ، عن عبد العزيز بن عبيد الله ، عن عمر بن سعيد ، كلاهما عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ' المتمم الصلاة في السفر كالمفطر في الحضر ' .
وأما الآثار فروى الإمام أحمد : ثنا وكيع ، ثنا سفيان ، عن زبيد الأيامي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر قال : صلاة الصبح ركعتان وصلاة الأضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان تمام غير قصر على لسان محمد .
ز : روى هذا الحديث النسائي ، وابن ماجة ، وأبو حاتم بن حبان . وقال النسائي : ابن أبي ليلى لم يسمعه من عمر .
ويدل على صحة قول النسائي رواية ابن ماجه له عن محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن بشر ، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، عن عمر .
وقال أبو محمد بن أبي حاتم : سألت أبي عن حديث رواه أحمد بن بشر عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن عمر قال : صلاة السفر ركعتان على لسان النبي .
ورواه الثوري عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر ليس فيه كعب قال : صلاة السفر ركعتان .
قال أبي : الثوري أحفظ .
انتهى كلامه .
____________________

الصفحة 49