كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)

أنه أراد بالخزر الخنازير؛ لأن كل خنزير عندهم أخرز1.
وأنكر ذلك أحمد بن يحيى؛ فقال: خزر: جماعة خنزير على حذف الزوائد.
ظن الظنون زائدة؛ وإنما هي ههنا أصل.
الثاني من القسمة، وهو زيادة النون غير مصوغة في الكلمة: زيدت علمًا للجمع والضمير في نحو قولك: الهندات قمن، وقعدن، ويقمن، ويقعدن. وعلامة للجمع مجردة من الضمير نحو: قعدن الهندات، ويقعدن أخواتك في من قال ذلك2.
ومن أبيات الكتاب3:
ولكن ديافي أبوه وأمه ... بحوران يعصران السليط أقاربه4
فهذه النون في يعصرن علامة للجمع مجردة من الضمير؛ لأنه لا ضمير في الفعل لارتفاع الظاهر به.
وتزادا للتوكيد في الأفعال خفيفة وثقيلة في نحو "لتقومن" و"لتقعدن" و {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 17] 5 و {لَنَسْفَعًََا بِالنَّاصِيَةِ} [العلق: 15] 6.
__________
1 أخزر: أي ضيق العين صغيرها. القاموس المحيط "2/ 19".
2 قال البصريون ذلك عن طيئ، وأكد ذلك صاحب أوضح المسالك "2/ 98".
3 نسب صاحب الكتاب البيت للفرزدق "1/ 236" ونسبه إليه أيضًا صاحب الخزانة "2/ 386".
4 يهجو الفرزدق فى هذا البيت من قصيدته عمرو بن عفراء الضبي، ويعيره بأنه من قرية دياف "إحدى قرى الشام" وأن أباه وأمه يقطنان حوران -إحدى قرى الشام أيضًا- حيث يعصران السليط أي الزيت؛ أي أنه يعيره بنسبه وعمل أهله.
والشاهد فيه قوله "يعصرن" حيث جاءت مجردة من ضمير الرفع "الواو".
5 {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} : أي حالًا بعد حال وأمرًا بعد أمر.
لتركبن: أي لتلاقن، والجملة جواب القسم.
انظر/ مختصر تفسير الطبري "ص589"، "ص525".
والشاهد فيها زيادة النون للتوكيد في قوله تعالى "لتركبن" وهي تزاد غالبًا في الأفعال للتوكيد سواء خفيفة كانت أو ثقيلة.
6 {لَنَسْفَعًََا بِالنَّاصِيَة} : لنسفعًا: لنسودن وجهه.
بالناصية: لنأخذن بناصيته "مقدم شعر الرأس" إلى النار.
والشاهد فيها: زيادة النون مع الفعل للتوكيد في قوله تعالى: "لَنَسْفَعًََا".

الصفحة 117