كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)

وقول أبي ذؤيب1:
سبقوا هَوَيَّ وأعْنَقُوا لِهَواهُمُ ... فتُخُرِّموا، ولكل جَنب مَصْرع2
وقول الآخر أنشدناه عن قطرب3:
يُطوّف بي عِكَبٌّ في مَعَدٍّ ... ويَطعُنُ بالصمُلّة في قَفَيَّا4
فإن لم تثأراني من عِكَبٍّ ... فلا أرويتُما أبدا صَدَيّا5
وقول أبي داود6:
فأبلوني بليَّتكم لعليّ ... أُصالِحكم وأستدرج نَوَيّا7
وهو كثير جدا، فكما جاز للألف في هذه الأشياء أن تقلب ياء وهي حرف إعراب، فكذلك أيضًا يجوز لألف التثنية أن تقلب ياء وإن كانت حرف إعراب.
ومثل ذلك أيضًا إبدالهم تاء التأنيث في الوقف هاء وذلك نحو: "قائمه" و"قاعده" و"منطلقه"، فكما أن التاء حرف إعراب وإن كانت قلبت في الوقف هاء، فكذلك أيضًا لا يمتنع كون ألف التثنية حرف إعراب وإن كانت قد تقلب ياء.
__________
1 البيت في شرح أشعار الهذليين "ص7"، وقد أنشده أبو علي الفارسي في المسائل العسكريات "ص26" وذكره صاحب اللسان في مادة "هوا".
2 أعنقوا: أسرعوا.
تخرموا: تشققوا، والمقصود أخذوا واحدا واحدا.
والشاهد فيه "هوى" حيث قلب حرف الإعراب ألفا.
3 أنشد أبو علي البيت الأول في المسائل العسكريات "ص26" عن أبي الحسن، والبيتان للمنخل اليشكري. انظر/ شرح ديوان الحماسة للتبريزي "2/ 48"، واللسان "1/ 626" مادة/ عكب.
4 الصملة: عصا مصنوعة من الشجر.
عكب: صاحب سجن النعمان.
والشاهد فيه "قفيا" حيث قلبت الألف ياء.
5 صدى: طائر يصيح إذا لم يثأر للمقتول، في رأي الجاهلين.
الشاهد فيه "صديا" حيث قلبت الألف ياء.
6 البيت في النقائض "ص408" والخصائص "1/ 176" "2/ 341".
7 أبلوني: اصنعوا بي صنيعا جميلا.
أستدرج: أرجع أدرجي من حيث أتيت.
البيت في قوم جاورهم، فأساءوا جواره.
الشاهد فيه "نويا" حيث قلبت الألف ياء.

الصفحة 337