كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)

وروينا عن قطرب1:
عَضِضتَ بأَيْرٍ من أبيك وخالكا ... وعضَّ بنو العَمار بالسُّكر الرطْب2
أشبع فتحة الكاف، فحدثت بعدها ألف.
ونحو من ذلك قولهم في الوقف عند التذكر "قالا" أي: قال زيد، ونحوه، فجعلوا الاستطالة بالألف دليلا على أن الكلام ناقص.
وكذلك تقول "أينا" أي: أين أنت؟ فتتذكر "أنت".
وقد زادوها أيضًا عند التذكر بعد الألف، فقالوا: "الزيدان ذهباْاْ" إذا نووا "ذهبا أمس" أو نحوه مما يصحبه من الكلام، وتقول على هذا "زيد رَمَاْاْ" أي: رمى عمرا، ونحوه، فتزيد في التذكر على الألف ألفا، وتمده.
كما زيدت الألف إشباعا فقد حذفت اختصارا، من ذلك قصر الممدود نحو قوله3:
..................... ... وتَبَوَّا بمكَّةٍ بطحاها4
أي: بطحاءها.
ومن الصحيح ما رويناه عن قطرب5:
ألا لا بارك الله في سُهيل ... إذا ما الله بارك في الرجال6
__________
1 لم أقف عليه.
2 عضضت: تمسكت. اللسان "7/ 188".
السكر: كل مسكر يغيب العقل.
ويعني أنه تمسك بفعل وخصال أهلي وتمسك بنو عمار بكل مسكر من الخمر.
والشاهد فيه "خالكا" حيث أشبع فتحة الكاف فجاء بعدها ألفا.
3 هو العرجى كما في الأغاني "1/ 372".
4 الشاهد فيه "بطحاها" حيث حذفت الألف اختصارا، فقصر المدود وأصله "بطحاءها".
5 البيت في الخصائص "3/ 134" والمحتسب "1/ 181".
6 سهيل: اسم رجل. لسان العرب "11/ 350" مادة/ سهل.
الشاهد فيه "سهيل" حيث حذفت الألف اختصارا فتقديره "سهيلاء".

الصفحة 352