كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)
إبدال الياء من الهاء:
قالوا: دَهدَيتُ الحجر، أي: دَحرجتُهُ، وأصله: دَهدَهْتُهُ، ألا تراهم قالوا: هي دُهْدوهة الجعل لما يُدَحْرجه، قال أبو النجم1:
كأنّ صوتَ جَرْعها المُستَعجل ... جَنْدَلَة دَهْدَيتُها في جَنْدَلِ2
وقالوا في صَهْصَهتُ بالرجل إذا قلت له صَهْ صَهْ: صَهْصَيْتُ، فأبدلوا من الهاء ياء.
__________
1 البيتان من أرجوزته المذكورة في الطرائف الأدبية "ص65".
2 جرعها: شربها في عجلة. اللسان "8/ 46".
الجندل: الحجارة.
والشاعر يصور صوت شرب الماء بصوت حجر دحرجه فاصطدم بحجر آخر، واستخدم أسلوب التشبيه لتوضيح المعنى.
والشاهد فيه: "دهيتها" حيث أبدلت الهاء ياء فأصلها "دهدهتها".
إبدال الياء من السين:
قال الشاعر1:
إذا ما عُدَّ أربعةٌ فِسالٌ ... فزوجُكِ خامسٌ، وأبوكِ سَادي2
أي: سادس. وقال الآخر3:
__________
1 نسب البيت في جمهرة اللغة "2/ 196" إلى امرئ القيس، ذكره صاحب اللسان دون أن ينسبه في مادة "س د ا" "14/ 377".
2 الفسل من الرجال: اللئيم الرذل الذي لا مروءة له ولا جلد. اللسان "11/ 519" مادة/ فسل.
والبيت جاء في غرض الهجاء.
والشاهد فيه "سادي" حيث أبدلت السين ياء فأصلها "سادس". اللسان "14/ 377".
إعرابه: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة.
3 البيت لرجل كانت امرأة تقارعه ويقارعها أيهما يموت قبل وكان تزوج نساء قبلها فمتن وتزوجت هي أزواجا قبله فماتوا، فقال:
ومن قبلها أهلكت بالشؤم أربعا ... وخامسة أعتدها من نسائيا
وهو في شرح شواهد الشافية "ص447" وتهذيب الألفاظ "ص590"، واللسان "8/ 99".
الصفحة 371
447