كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)

وقد شك أبو بكر محمد بن السري -رحمه الله- في شيء من كلامه في هذا الكتاب في فصل "آوَّتاه". وأخلق ما يصرف إليه كلام أبي الحسن في قوله: "إنه رباعي نحو سرداح" أن يقال: إنه أراد أن "فِوْعال" ملحق بالواو بذوات الأربعة نحو "سِرداح"، فترك لفظ الإلحاق للعلم به إذ قد ثبت في الأصول أن الواو لا تكون في هذا النحو أصلا، على أن في هذا التمحل بُعدا وضعفا.
فإن قال قائل: ما تنكر أن يكون أبو الحسن في هذا على صواب، وأن تكون الكلمة رباعية وإن كانت فيها الواو منفردة غير مضعفة، كما كانت الواو في "ورنتل" أصلا وإن لم تكن مضعفة، ولكنها لما وقعت أولا لم يسُغ القضاء بزيادتها، فتكون أيضًا الواو في "شِوْراز" لما وقعت ساكنة بعد كسرة، ولم يمكن تصحيحها، قضي بكونها أصلا لأنا لا نعلم واوًا استؤنفت في أول أحوالها مفردة زائدة ساكنة بعد كسرة، فأما "اجْلِوّاذ" و"اخْرِوَّاط" فالواو فيه مضعفة غير منفردة.
فالجواب: أن واو "وَرَنْتَل" وقعت موقعا لا يمكن معه القضاء بكونها زائدة، لأنا لا نعلم واوًا زيدت أولا، وقد ذكرنا العلة في امتناع العرب من ذلك في حرف الواو. فأما واو "شِوراز" المقدرة قبل القلب فهي على كل حال ثانية ساكنة في موضع الواو من "كَوثَر" و"حَوقَل"1 و"تَوْراب"2 و"طُومار"3 و"قَوْصَرّة"4 و"خَوْزَلَى"5 و"حَوْفَزَان"6 و"تُوْرُور"7 لأنه "فُوْعُول" من الترارة8، كذا قال أبو علي، وهو الصواب. فواو "شِوْراز" المقدرة على كل حال في الموضع الذي تزاد فيه الواو، فلا مانع من الحكم بزيادتها.
__________
1 حوقل: إذا كبُر وفتر عن الجماع. والمُسن المتعب. اللسان "11/ 161".
2 توراب: التراب. اللسان "1/ 227" مادة/ ترب.
3 طومار: الصحيفة. اللسان "4/ 503" مادة/ طمر.
4 قوصرة: وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البواري، وينسب إلى الخليفة علي- عليه السلام.
5 خوزلي: مشية فيها تثاقل وتبختر. اللسان "11/ 203" مادة/ خزل.
6 حوفزان: اسم رجل، وقيل: هو اسم الحرث بن شريك الشيباني. اللسان "5/ 337".
7 تورور: مخفف من التؤرور وهو العون يكون مع السلطان بلا رزق. اللسان "4/ 88".
الترارة: السِّمَن، والبضاضة، وهو اللمتلئ. اللسان "4/ 90" مادة/ ترر

الصفحة 380