كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)
قال: أراد معممة، فأبدل من الميم ياء. ويجوز عندي أيضًا أن يكون من العَمَى، قال سيبويه: من قال في جمع "ديماس": "دماميس" فالياء فيه بدل من ميم "دِمّاس"1.
__________
1 الكتاب "2/ 127".
إبدال الياء من الدال:
خبرنا أبو علي بإسناده عن يعقوب، قال1 "قال أبو عبيدة: التصدية: التصفيق والصوت، و"فَعَلْتُ" منه "صَدَدت أصِدُّ"، ومنه قوله تعالى: {إِذَا قَوْمكَ مِنْهُ يَصِدّون} [الزخرف: 57] أي: يعجّون ويضجون، فحول إحدى الدالين ياء". وأنكر أبو جعفر الرستمي هذا القول على أبي عبيدة، وقال: إنما هو من الصدى، وهو الصوت، فكيف يكون مضعفا.
وقال أبو علي: ليس ينبغي أن يقال: هذا خطأ؛ لأنه قد ثبت بقوله عز وجل: {يَصِدَون} وقوع هذه الكلمة على الصوت أو ضرب منه، وإذا كان ذلك كذلك لم يمتنع أن تكون {تَصْدِيَة} منه، فتكون تفعلة" من ذلك، وأصلها "تصددة" مثل "التحِلّة"2 و"التعِلّة"3، ألا ترى أن أصلهما "تحْلِلة" و"تعْلِلة"، فلما قلبت الدال الثانية من "تصْدِدة" تخفيفًا اختلف الحرفان، فبطل الإدغام.
__________
1 كتاب الإبدال "ص135"، وانظر قول أبي عبيدة هذا في مجاز القرآن "1/ 246".
2 التحلة: مصدر حلل اليمين، وهو أيضًا: ما كفر به. اللسان "11/ 167" مادة/ حلل.
3 التعلة: ما يتعلل به. اللسان "11/ 469" مادة/ علل.
إبدال الياء من العين:
انشد سيبويه1:
ومَنْهَلٍ ليس له حَوَازِقُ ... ولِضفادي جَمِّه نَقانِق2
__________
1 لم نعثر عليه في اللسان، وذكره في الكتاب "1/ 344" ولم ينسبه.
2 المنهل: مكان الماء.
حوازق: الجماعات. اللسان "10/ 47" مادة/ حزق.
الجم: الكثير من كل شيء.
النقانق: أصوات الضفادع "م" نقنقة.
يعنى مكان الماء ليس له تجمعات، وبه ضفادع لهن أصوات.
الشاهد فيه: "لضفادي" يريد: ضفادع حيث قلبت العين ياء.
الصفحة 387
447