كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)
يريد: ولضفادع جمّه، فكره أن يسكن العين في موضع الحركة، فأبدل منها حرفا يكون ساكنًا في حال الجر، وهو الياء.
وأخبرنا أبو علي بإسناده عن يعقوب، قال1: "قال ابن الأعرابي: تلعَّيتُ من اللُّعاعة"، واللُّعاعة: بقلة. وأصل "تلعَّيت": "تلعَّعْت" فأبدلوا من العين الآخرة ياء كما قالوا "تفضَّيْتُ" و"تظنَّيْتُ".
__________
1 الإبدال "ص135"، وفي إصلاح المنطق "ص302".
إبدال الياء من الكاف:
حكى أبو زيد "مكوك ومكاكي"1 فالياء الثانية بدل من كاف، وأصلها "مكاكيك" كما تقول: شبوط2 وشبابيط، وسمُّور3 وسمامير.
__________
1 مكوك ومكاكي: المكوك: طاس يشرب به، أعلاه ضيق ووسطه واسع، وهو مكيال معروف لأهل العراق، والجمع مكاكيل ومكاكي على البدل كراهية التضعيف، وهو صاع ونصف.
اللسان "10/ 491" مادة/ مكك.
2 شبوط: ضرب من السمك دقيق الذنب عريض الوسط صغير الرأس لين الملمس كأنه البربط، وهو أعجمى. اللسان "7/ 327" مادة/ شبط.
3 سمور: دابة تسوى من جلودها فراء غالية الأثمان. اللسان "4/ 380" مادة/ سمر.
إبدال الياء من التاء:
أنشدهم بعضهم1:
قام بها ينشُدُ كلَّ مَنْشَدٍ ... فايْتَصَلَتْ بمثل ضوء الفَرقَدِ2
أراد: فاتصلت، فأبدل من التاء الأولى ياء كراهية للتشديد.
__________
1 البيت في شرح المفصل "10/ 26" وذكره صاحب اللسان في مادة "وصل" دون أن ينسبه.
2 الفرقد: أي الفرقدان فإن العرب ربما تقول لهما الفرقد وهما نجمان في السماء لا يغربان ولكنهما يطوفان بالجدي. وقيل: هما كوكبان قريبان من القطب. اللسان "3/ 334" مادة/ فرد.
أنشد الشاعر أشعاره المتصلة حتى وصلت إلى عنان السماء.
والشاهد فيه: "ما يتصلت" حيث أبدلت التاء الأولى ياء.
الصفحة 388
447