كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)

زيادة الياء سادسة: قال بعضهم فيما حكاه الأصمعي في تحقير "عنكبوت" وتكسيره: "عُنَيْكِبيت" و"عَنَاكِبِيت".
وقرأ بعضهم: {وعباقِرِيَّ حسان} [الرحمن: 76] 1 وهذا شاذ لا يقاس عليه.
واعلم أن الياء قد تزاد في التثنية والجمع الذي على حد التثنية، نحو: الزيدَيْنِ، والعمرَيْنِ، والزيدينَ، والعمرينَ، وقد تقصينا حالها في هذا في حرف الألف.
وتزاد أيضًا علمًا للتأنيث والضمير في الفعل المضارع نحو: أنت تقومين، وتقعدين، وتنطلقين، وتعتذرين.
وتزاد أيضًا إشباعا للكسرة، وذلك نحو بيت الكتاب:
تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ... نفي الدراهِيمِ تنقادُ الصياريفِ2
يريد: الصيارف، فأشبع كسرة الراء، فتولدت بعدها ياء. فأما "الدراهيم" فإن كان جمع "درهم" فهو كالصياريف، وإن كان جمع "دِرْهان" فلا ضرورة فيه.
ومن ذلك قول العرب في جمع دانق3. وخاتم، وطابق4: دوانيق، وخواتيم، وطوابيق، وإنما الوجه: دوانق، وخواتم، وطوابق.
قال5:
...... ...... ... وتُتركُ أموالٌ عليها الخَواتم6
__________
1 "وعباقري حسان" وهي قراءة شاذة لا يقاس عليها.
2 البيت ذكره صاحب اللسان مادة "صرف" "9/ 190"، ونسبه للفرزدق.
والشاعر يصور محبوبته بأنها تنقي بيدها الحصى مثلما ينقد الصيارفة الدراهم الجيدة من الزيوف. والشاهد فيه "الصياريف" حيث زيدت الياء إشباعا للكسرة.
3 دانق: الدانق: سدس الدينار والدرهم. اللسان "10/ 105" مادة/ دنق.
4 طابق: ظرف يطبخ فيه، فارسي معرب، وهو العضو من أعضاء الإنسان كاليد والرجل.
5 أي الأعشى، وقدم تقدم تخريجه.
6 الشاهد فيه "خواتم" حيث يجوز جمعها على "خواتيم".

الصفحة 393