كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)
قال1:
كافًا وميمًا ثم سينًا طاسِمًا2
وقال الآخر3:
....................................... ... كما بُيِّنَتْ كافٌ تلوحُ وميمُها4
وقال الآخر5:
إذا اجتمعوا على ألفٍ وباءٍ ... وتاءٍ هاج بينهم جدالُ
وكذلك أسماء العدد مبنية أيضًا، تقول: واحد اثنان ثلاثَهْ أربعَهْ خمسهْ.
ويؤكد ذلك عندك ما حكاه سيبويه6 من قول بعضهم: "ثلاثَهَرْبَعَهْ". فتركه الهاء من "ثلاثه" بحالها غير مردودة إلى التاء -وإن كانت قد تحركت بفتحة همزة "أربعة"- دلالة على أن وضعها وبنيتها أن تكون في العدد ساكنة، حتى إنه لما ألقى عليها حركة الهمزة التي بعدها أقرها هاء في اللفظ بحالها على ما كانت عليه قبل إلقاء الحركة عليها، ولو كانت كالأسماء المعربة لوجب أن تردها متى تحركت تاء، فتقول "ثلاثَتَرْبَعَهْ" كما تقول: رأيت طلحةَ يا فتى. فإن أوقعتها موقع الأسماء أعربتها، وذلك قولك: ثمانيةُ ضعف أربعة، وسبعةُ أكثر من أربعة بثلاثة، فأعربت هذه الأسماء، ولم تصرفها لاجتماع التأنيث والتعريف فيها؛ ألا ترى أن "ثلاثة" عدد معروف القدر، وأنه أكثر من "اثنين" بواحد، وكذلك "خمسة" مقدار من العدد معروف؛ ألا ترى أنه أكثر من "ثلاثة" باثنين.
__________
1 البيت ذكره صاحب المفصل "6/ 29"، وكذا ذكره صاحب الكتاب "2/ 31" ولم ينسبه أحدهما وكذا صاحب اللسان في المقدمة "1/ 12" ولم ينسبه أيضًا.
2 والشاهد فيه قوله "كافا- ميما- سينا" حيث عطف الحروف على بعضها.
3 البيت ذكره صاحب اللسان مادة "كوف" "9/ 311" ولم ينسبه وذكره صاحب المقتضب ولم ينسبه أيضًا "1/ 237"، وذكره صاحب الكتاب "3/ 260" ونسبه إلى الراعي وهو عبيد الله بن حصين.
4 والشاهد فيه قوله "كاف- ميمها".
5 البيت في هجاء النحويين وينسب في درة الغواص إلى عيسي بن عمر، ونسب ليزيد بن الحكم، وجاء في معاني القرآن للزجاج "1/ 23"، وشرح المفصل "6/ 29".
6 الكتاب "2/ 34".
الصفحة 406
447