كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)

ومن همز الواو لانضمامها، فقال1:
لكل دهر قد لبست أثؤبا2
وقال3:
................................... ... مصابيح شبت بالعشاء وأنؤر4
همز أيضا هذا فقال: أنؤن، وأكؤف، وأقؤف، وأدؤل، وأذؤل، وأصؤد، وأضؤد.
وأما "زاي" فيمن لفظ بها ثلاثية هكذا فألفها على ما قدمناه ينبغي أن تكون منقلبة عن واو، ولامه ياء كما ترى، فهو من لفظ "زويت"5 إلا أن عينه أعتلت، وسلمت لامه، ولحق بباب: غاي، وراي، وثاي، طاي، وآي في الشذوذ لاعتلال عينه وصحة لامه. وقولي "اعتلت" إنما أريد به أنها متى أعربت فقيل: هذه راي حسنة، أو: كتبت زايا صغيرة أو نحو ذلك، فإنها بعد ذلك ملحقة في الاعتلال بباب "راي" و"غاي" إلا أنه مادام حرف هجاء فألفه غير منقلبة، فلهذا كان عندي قولهم في التهجي "زاي" أحسن من "غاي" و"طاي" لأنه ما دام حرفا فهو غير مصرف، وألفه غير مقضي عليها بالانقلاب، "غاي" وبابه متصرف، فالانقلاب، وإعلال العين، وتصحيح اللام جار عليه ومعروف به.
ولو اشتققت منها "فعلت" لقلت "زويت" وإن كانت الإمالة قد سمعت في ألفها. وهي على مذهب أبي علي "زويت" ايضا، وعلى قول غيره: زييت زايا.
وإن كسرتها على "أفعال" قلت "أزواء" وعلى قول غير أبي علي "أزياء" إن صحت إمالتها. وإن كسرتها على "أفعل" قلت "أزو" و"أزي" على المذهبين.
__________
1 نسب البيت لمعروف بن عبد الرحمن في شرح أبيات سيبويه "2/ 392".
2 الشاهد فيه: "أثوب" حيث جمعت على "أفعل"، ويجوز جمعها على "أفعال" فتقول: "أثواب".
3 البيت لعمر بن أبي ربيعة وهو في ديوانه، وبغير نسبه في المقتضب "2/ 250".
4 الشاهد فيه "أنور" حيث جمعت على أفعل ويجوز "أنوار".
5 زويت: زوى مابين عينيه: قطب وعبس. اللسان "14 / 364" مادة/ زوى.

الصفحة 422