كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)
أي: تبأى، أي تتعالى في السير، وتتسامى فيه، فخفف الهمزة على ما ذكرنا.
التاء: لغة لبعض العرب تقول في الأمر من أتى يأتي: تِ زيدا، فتحذف الهمزة تخفيفًا كما حذفت من: خذ، وكل، ومر.
قال شاعرهم1:
تِ لي آلَ زيد فاندُهُم لي جماعةً ... وسل آل زيد أيُّ شيء يضيرها
وتقول على هذه اللغة للاثنين: تيا، وللحماعة: توا، وللمؤنث: تي، وتيا، وتين.
الثاء: يقال: ثأى الخرز يثأى إذا غلظ الإشْفَى ودَقَّ السير، وأصل الثأْي الفساد على ما ذكرناه. فإذا أمرت قلت: اثْأَ يا خرز، فإن خفضت قلت: ثِ يا خرز، وثيا، وثوا، وثين وثيا، وثين على ما قدمناه من حال التخفيف في باب الباء.
الجيم: يقال: جَئِيَ الفرس يجأى جأى وجؤوة، إذا ضرب لونه إلى لون صدأ الحديد، قال ذو الرمة، أنشدناه أبو علي:
تنازعها لونان وَرْدٌ وجُؤْوةٌ ... ترى لإياء الشمس فيه تَحَدُّرا2
فإذا أمرت قلت: اجأ يا فرس، فإن خففت قلت: جِ يا فرس، وجيَا وجَوْا، وجي، وجيا، وجين على ما تقدم في باب الباء والثاء. ولغة لبعض العرب "جا يجي" بغير همز، فإذا أمرت قلت: جِ يا رجل، وجيا، وجوا، وجي يا امرأة، وجيا، وجين، فاعرفه.
الحاء: يقال: وحى إليه يحيى، وأوحى إليه يوحي، قال العجاج3:
وحى لها القرار، فاستقرت ... ومدها بالراسيات الثبت4
__________
1 لم نجده.
2 سبق شرحه.
3 البيتان في ديوانه "ص266".
4 تم تخرجيه.
الصفحة 436
447