كتاب سر صناعة الإعراب (اسم الجزء: 2)

وقال الآخر:
يطعنها بخنجر من لحم ... دون الذنابي في مكان سخن1
وهو كثير
وأما إبدالها من اللام فيروى أن النمر بن تولب حكى، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليس من امبر امصيام في امسفر"2 يريد: ليس من البر الصيام في السفر، فأبدل لام المعرفة ميمًا.
ويقال: أن النمر لم يرو عن النبي- صلى الله عليه وسلم- غير هذا الحديث؛ إلا أنه شاذ لا يسوغ القياس عليه، ونحوه في الشذوذ ما قرأته على أبي علي بإسناده إلى الأصمعي، قال3: "يقال: بنات مخر، وهن سحائب يأتين قبل الصيف بيض منتصبات في السماء".
قال طرفة4:
كبنات المخر يمأدن كما ... أنبت الصيف عساليج الخضر5
قال أبو علي: كان أبو بكر محمد بن السري يشتق هذه الأسماء من البخار؛ فهذا يدلك من ذهب أبي بكر وأبي علي- لأنه تقبله عن أبي بكر ولم يدفعه- على أن الميم في "مخر" بدل من الباء في "بخر".
__________
1 البيتان في المقتضب "1/ 353"، واللسان مدة "خنجر" "4/ 260".
2 أخرجه البخاري في كتاب الصوم -باب قول النبي- صلى الله عليه وسلم- لمن ظلل عليه: " ... ليس البر الصوم في السفر" ولفظه: "ليس من البر الصوم في السفر"، وأخرجه مسلم في كتاب الصوم -باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر.
وأداة التعريف في اللفظين هي "أل".
3 كتاب الإبدال لابن السكيت "ص70".
4 البيت في ديوانه "ص59". اللسان "2/ 324" مادة/ عسلج.
5 يمأدن: يتحركن ويتثنين. لسان العرب "3/ 394" مادة/ مأد.
العساليج: جمع عسلوج، وهو الغصن لسنته. القاموس المحيط "1/ 199".
الخضر: اسم البقلة الخضراء.
أراد: يمأذن كعساليج أنبتها الصيف.

الصفحة 97