كتاب الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء (اسم الجزء: 2)

وقالت: كان عليه السلام كثيرا ما أسمعه يقول: «إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره» ، فلما حضر كان آخر كلمة سمعتها منه وهو يقول: «بل الرفيق الأعلى من الجنة» فقلت:
إذا والله لا يختارنا، وعرفت أنه الذى كان يقول لنا: «إن نبيا لم يقبض حتى يخير» «1» .
قالت: وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن أنس بن مالك قال: لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كرب الموت ما وجد قالت فاطمة، واكرباه لكربك يا أبة، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «لا كرب على أبيك بعد اليوم، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحدا لموافاة يوم القيامة» «2» .
وقالت عائشة رضى الله عنها: كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: «لا يترك بجزيرة العرب دينان» «3» .
وقالت أم سلمة: كان عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته: «الصلاة وما ملكت أيمانكم» «4» ، حتى جعل يلجلجها فى صدره، وما يقبض بها لسانه.
وقال أنس بن مالك: شهدته يوم توفى صلى الله عليه وسلم فلم أر يوما كان أقبح منه.
__________
(1) انظر الحديث فى: مسند الإمام أحمد (6/ 45، 48، 74، 89، 108، 120، 126) ، صحيح مسلم (4/ 1893/ 85) .
(2) انظر الحديث فى: سنن ابن ماجه (1629) ، إتحاف السادة المتقين للزبيدى (10/ 263) ، دلائل النبوة للبيهقى (7/ 212) ، كنز العمال للمتقى الهندى (18818، 18820) ، تاريخ أصفهان (2/ 221) .
(3) انظر الحديث فى: مجمع الزوائد للهيثمى (5/ 325) ، مسند الإمام أحمد (6/ 275) .
(4) انظر الحديث فى: سنن ابن ماجه (1625، 2697، 2698) ، مسند الإمام أحمد (3/ 117) ، مجمع الزوائد للهيثمى (4/ 237) ، طبقات ابن سعد (2/ 2/ 44) ، شرح السنة للبغوى (9/ 350) ، إتحاف السادة المتقين للزبيدى (10/ 297) ، الترغيب والترهيب للمنذرى (3/ 215) ، كنز العمال للمتقى الهندى (18863) ، مشكاة المصابيح للتبريزى (3356، 3357) ، البداية والنهاية لابن كثير (5/ 238) ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادى (4/ 240) ، تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر (2/ 236) ، المغنى عن حمل الأسفار للعراقى (2/ 44) ، مشكل الآثار للطحاوى (4/ 235، 236) ، تفسير ابن كثير (8/ 314) ، علل الحديث لابن أبى حاتم الرازى (300) .

الصفحة 45