كتاب الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء (اسم الجزء: 2)

أثواب بيض سحولية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة «1» .
زاد الترمذى قال: فذكروا لعائشة قولهم: فى ثوبين وبرد حبرة. فقالت: قد أتى بالبرد ولكنهم ردوه ولم يكفنوه فيه.
واختلف المسلمون فى موضع دفنه، فقال قائل: ندفنه فى مسجده، وقال آخر: بل ندفنه مع أصحابه، وقال أبو بكر رضى الله عنه: ادفنوه فى الموضع الذى قبض فيه، فإن الله لم يقبض روحه إلا فى مكان طيب، فعلموا أن قد صدق «2» .
وفى رواية أنه قال لهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما قبض نبى إلا دفن حيث يقبض.
فرفع فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى توفى عليه، فحفر له تحته.
ولما أرادوا أن يحفروا له، وكان أبو عبيدة بن الجراح يضرح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة زيد بن سهل هو الذى يحفر لأهل المدينة، وكان يلحد، دعا العباس برجلين، فقال لأحدهما: اذهب إلى أبى عبيدة بن الجراح، وللآخر: اذهب إلى أبى طلحة. اللهم خر لرسول الله، فوجد الذى توجه إلى أبى طلحة أبا طلحة، فجاء به، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء، وضع على سريره فى بيته، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون عليه أرسالا الرجال، حتى إذا فرغوا أدخل النساء حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان، ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد.
ويروى فى حديث أن عليا رضى الله عنه قال: لقد سمعنا همهمة ولم نر شخصا، فسمعنا هاتفا يقول: ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم.
ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسط الليل، ليلة الأربعاء «3» .
قالت عائشة رضى الله عنها: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت
__________
(1) انظر: صحيح مسلم (3/ 39) ، صحيح البخارى (2/ 211) ، سنن أبى داود (3/ 198/ 3151) ، سنن النسائى (490/ 35، 36) ، طبقات ابن سعد (2/ 282- 284) ، دلائل النبوة للبيهقى (7/ 246- 249) .
(2) انظر: طبقات ابن سعد (2/ 275، 292، 299) ، دلائل النبوة للبيهقى (259- 261) .
(3) انظر: السيرة (4/ 289) .

الصفحة 60