كتاب الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء (اسم الجزء: 2)

مع المصطفى أرجو بذاك جواره ... وفى نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد
وقال حسان بن ثابت «1» يبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ما بال عينك لا تنام كأنما ... كحلت مآقيها بكحل الأرمد
جزعا على المهدى أصبح ثاويا ... يا خير من وطئ الحصى لا تبعد
وجهى يقيك الترب لهفا ليتنى ... غيبت قبلك فى بقيع الغرقد
بأبى وأمى من شهدت وفاته ... فى يوم الاثنين النبى المهتدى
فظللت بعد وفاته متبلدا ... متلدا يا ليتنى لم أولد
أأقيم بعدك فى المدينة بينهم ... يا ليتنى صبحت سم الأسود
أو حل أمر الله فينا عاجلا ... فى روحة من يومنا أو من غد
فتقوم ساعتنا فنلقى طيبا ... محضا ضرائبه كريم المحتد
يا بكر آمنة المبارك ذكرها ... ولدته محصنة الأسعد
نورا أضاء على البرية كلها ... من يهد للنور المبارك يهتدى
يا رب فاجمعنا معا ونبينا ... فى جنة تبنى عيون الحسد
فى جنة الفردوس فاكتبها لنا ... يا ذا الجلال وذا العلا والسؤدد
والله أسمع ما بقيت بهالك ... إلا بكيت على النبى محمد
يا ويح أنصار النبى ورهطه ... بعد المغيب فى سواء الملحد
ضاقت بالانصار البلاد فأصبحوا ... سودا وجوههم كلون الأثمد
ولقد ولدناه وفينا قبره ... وفضول نعمته بنا لم تجحد
والله أكرمنا به وهدى به ... أنصاره فى كل ساعة مشهد
صلى الإله ومن يحف بعرشه ... والطيبون على المبارك أحمد
وقال حسان بن ثابت «2» أيضا يبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نب المساكين أن الخير فارقهم ... مع النبى تولى عنهم سحرا
من ذا الذى عنده رحلى وراحلتى ... ورزق أهلى إذا لم يؤنسوا المطرا
أم من نعاتب لا نخشى جنادعه ... إذا اللسان عتا فى القول أو عثرا
كان الضياء وكان النور نتبعه ... بعد الإله وكان السمع والبصرا
يا ليتنا يوم واروه بملحده ... وغيبوه وألقوا فوقه المدارا
__________
(1) انظر: السيرة (4/ 295) .
(2) انظر: السيرة (4/ 296) .

الصفحة 74