كتاب شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (اسم الجزء: 2)

فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن هذه الآية فقال: «هي إضاعة الوقت» (¬1) وقيل: معنى {سَاهُونَ} لا يبالون صلوها أو لم يصلوها.
وقيل معناه: غافلون يتهاونون به.
وقيل معناه: أنهم الذين إن صلوها صلوها رياء، وإن فاتتهم لا يندموا عليها.
وقيل: لا يصلونها لوقتها ولا يتمون ركوعها وسجودها.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من يحافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً [ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان] ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف» (¬2) رواه أحمد.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، فإن فسدت فقد خاب وخسر» (¬3) حسنه الترمذي.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا إيمان لمن لا أمانه له، ولا صلاة لمن لا طهور له، ولا دين لمن لا صلاة له، وإنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد» (¬4) رواه الطبراني.
قال العلماء: لا تسقط الصلاة عن الإنسان بعد بلوغه ما دام عاقلاً بحال.
قال الإمام الغزالي: ولو زعم زاعم أنه بلغ بينه وبين الله حالة أسقطت عنه الصلاة وأحلت له شرب الخمر وأكل مال السلطان، كما زعمه بعض المتصوفة فلا شك في وجوب قتلة، وإن كان في دخوله في النار نظر، وقتل مثله أفضل من قتل مائة كافر، وإن ضرره أكثر.
فإذا عجز المكلف عن فعلها قائماً صلاها قاعداً، ولا ينقص ثوابه لأنه معزور.
¬_________
(¬1) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى (2/214، رقم 2983) وقال: هذا الحديث إنما يصح موقوفا وعكرمة بن إبراهيم قد ضعفه يحيى بن معين وغيره من أئمة الحديث.
(¬2) أخرجه أحمد في مسنده (2/169، رقم 6576) قال الهيثمي (1/292) : رجاله ثقات. وأخرجه أيضاً الدارمي في سننه (2/390، رقم 2721) ، والبيهقي فى شعب الإيمان (3/46، رقم 2823) ، وعبد بن حميد في مسنده (1/139، رقم 353) جميعاً عن ابن عمرو. وما بين المعكوفتين سقط من الأصل وأثبت من مسند أحمد.
(¬3) أخرجه الترمذي في سننه عن أبي هريرة (2/269، رقم 413) وقال: حسن غريب.
(¬4) أخرجه الطبراني فى الأوسط (2/383، رقم 2292) ، وفى الصغير (1/113، رقم 162) ، قال الهيثمي (1/292) : تفرد به الحسين بن الحكم الحبري.

الصفحة 12