كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

وقرأ (¬1) ذو دال (دل) ابن كثير فتلقى آدم من ربه [البقرة: 37] بالنصب.
ثم ذكر له أيضا رفع كلمات [البقرة: 37] فقال:
ص:
وكلمات رفع كسر (د) رهم ... لا خوف نوّن رافعا لا الحضرمى
ش: أى: قرأ ذو دال (درهم) ابن كثير كلمات بالرفع فحاصله أنه قرأ بنصب الميم ورفع التاء.
وقرأ الباقون (¬2) برفع ءادم وكسر كلمت (¬3) [البقرة: 37]، وقيد النصب والرفع (¬4) للضد.
واعلم أن من الأفعال ما يصدر من أحد معموليها إلى الآخر قبل [ما يصدر إليه منه] (¬5) فيصبح إسناده إلى كل منهما ك «وصل» و «لقى».
فوجه التسعة: إسناد الفعل إلى «آدم» [وإيقاعه على الكلمات] (¬6).
ومعنى تلقيه لها: أخذه لها بالقبول والدعاء بها.
ووجه ابن كثير: إسناد الفعل إلى «الكلمات» (¬7).
قال ابن مسعود: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، لا إله إلا أنت، ظلمت نفسى، فاغفر لى، إنه لا يغفر [الذنوب] (¬8) إلا أنت».
وقيل: ربّنا ظلمنا أنفسنا ... الآية، الأعراف: 23].
وقرأ التسعة فلا خوف عليهم حيث وقع برفع الفاء وتنوينها (¬9)، إلا يعقوب الحضرمى فإنه قرأ بفتحها بلا تنوين.
ثم كمل ما وقع فيه الخلاف بين الضم والفتح فقال:
ص:
رفث لا فسوق (ث) ق (حقّا) ولا ... جدال (ث) بت بيع خلّة ولا
ش: أى قرأ ذو ثاء (ثق) أبو جعفر ومدلول (حقّا) ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (¬10)،
¬_________
(¬1) فى ص: وقراءة.
(¬2) ينظر: إتحاف الفضلاء (134)، الإملاء للعكبرى (1/ 19)، البحر المحيط (1/ 165)، التبيان للطوسى (1/ 166)، التيسير للدانى (73).
(¬3) فى م، ص: وكسر تاء.
(¬4) فى م: وقيد الرفع والنصب.
(¬5) فى م، ص، د: ما يصدر منه إليه.
(¬6) فى م: والتقاؤه إلى الكلمات، وفى د: وإيقاعه على كلمات والتسعة.
(¬7) فى د: كلمات.
(¬8) سقط فى د.
(¬9) فى ز: وثبوتها.
(¬10) ينظر: إتحاف الفضلاء (135)، الإعراب للنحاس (1/ 245)، الإملاء للعكبرى (1/ 50).

الصفحة 153