كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

والباقون بالإفراد فيما ذكر من قوله: (واجمع بإبراهيم ... ) [الأبيات] (¬1).
تنبيه:
واتفقوا على جمع أن يرسل الرّياح مبشّرت أولى الروم [الآية: 46] وتوحيد الرّيح العقيم بالذاريات [الآية: 41].
والريح: الهواء المتحرك، وهى مؤنثة، وأصلها الواو؛ لقولهم: رويحة (¬2) قلبت (¬3) فى الواحد؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، وفى الجمع؛ لانكسار ما قبلها. وهذه منها ما المراد منه (¬4) الجمع، وهى: البقرة [164]، والشريعة [الجاثية: 5] وإبراهيم [18]، والإسراء [69]، والحجر [25]، والكهف [45]، والأنبياء [81]، وسبأ [12] وص [36]، والشورى [33].
ومنها ما المراد منه الواحد وهو: الأعراف [57]، والفرقان [48]، والنمل [63]، والروم [46]، وفاطر [9]؛ لأنها التى تتقدم المطر وهى الجنوب؛ إذ هى التى تجمعه، والشمال تقصره فهى مقاربة (¬5).
[فوجه] (¬6) التوحيد فى مواضع التوحيد: الحقيقة، وفى مواضع الجمع: أنه جنس، فمعناه الجمع: كقولهم (¬7): جاءت الريح من كل مكان.
ووجه الجمع فى مواضع الجمع: الحقيقة، ومواضع التوحيد: اعتبار التكرر (¬8) والصفات: من كونها حارة وباردة، [وعاصفة] (¬9) ولينة، ورحمة وعذابا.
ووجه التخصيص: التنبيه على جواز الأمرين.
ووجه الإجماع: على جمع أولى (¬10) «الروم» وتوحيد «الذاريات»: أن المبشرات ثلاث (¬11): الجنوب، والشمال، والصبا، تنفس عن المكروب، والمهلكة واحدة:
الدبور؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور» (¬12)، وهذا معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم عند هبوب الريح: «اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» (¬13).
¬_________
(¬1) سقط فى م، ص.
(¬2) فى د: ريحه.
(¬3) فى م، ص: قلبت ياء.
(¬4) فى م، ص: منها.
(¬5) فى م، ص: مقارنة.
(¬6) فى م، ص: وجه، وسقط فى م.
(¬7) فى م، ص: كقولك.
(¬8) فى د: التكرار.
(¬9) سقط فى م، ص.
(¬10) فى م، ص: أول.
(¬11) فى م، ص: ثلاثة.
(¬12) أخرجه البخارى (2/ 520) كتاب الاستسقاء باب قول النبى صلّى الله عليه وسلّم (1035) ومسلم (2/ 617) كتاب صلاة الاستسقاء باب فى ريح الصبا والدبور (17/ 900) عن ابن عباس.
(¬13) أخرجه أبو يعلى (4/ 341) (2456) والطبرانى فى الكبير (11/ 213، 214) (11533) من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ: «اللهم إنى أسالك خير هذه الريح، وخير ما أرسلت

الصفحة 190