كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

وقرأ ذو فاء (فى) حمزة وراء (¬1) (رزوا) الكسائى قال اعلم أن الله [البقرة: 259] بوصل الهمز اعلم وجزم الميم. والباقون (¬2) بقطع الهمزة (¬3) ورفع الميم.
تنبيه:
لفظ ب (اعلم) بلا واو؛ ليخرج وأعلم أنّ الله [البقرة: 260]، وعلم كسر همزة الوصل من الابتداء.
وفتح همزة القطع فى الحالين من الإجماع.
قلت: وكان ينبغى وصل اعلم بوقف (¬4)، لكنه تجوز (¬5)، أو استعمل المذهب الكوفى فى إطلاق ألقاب الإعراب على المبنى، أو أنه معرب مجزوم بلام الأمر مقدرة، ليحصل له غرض التنبيه على رفع الأخرى؛ إذ لو قال: بوقف أو سكون، لاختلت (¬6).
ونشز (¬7) - بالإعجام- ارتفع، وأنشزه، ونشزه (¬8): رفعه، ومنه: نشز الأرض، ونشوز الزوجة.
وأنشره- بالمهملة-: أحياه، ونشره [مرادفه، ومطاوعه] (¬9)، ومنه وإليه النّشور [الملك: 15].
ووجه الإعجام: أنه من النشر، أى: يرفع (¬10) بعضها على بعض؛ للتركيب.
ووجه الإهمال: أنه من أنشره: أحياه (¬11)، ومنه إذا شآء أنشره [عبس: 22].
ووجه سكون الميم: أنه فعل أمر للمواجه من ثلاثى مفتوح العين فى المضارع؛ فلزم تصديره بهمزة وصل [مكسورة] (¬12)، وضمير قال [البقرة: 259] [على] (¬13) هذا للبارى، وفاعل (¬14) اعلم العزير، أى: ارتق من علم اليقين إلى عين اليقين أو ضمير قال [لعزير؛ نزل نفسه منزلة] (¬15) الغير فأمرها (¬16).
ووجه الرفع: أنه مضارع «علم» وهمزة المضارعة قطع، وهو: خبر عزير على (¬17)
¬_________
(¬1) فى م، ص: وراء رز.
(¬2) ينظر: الإملاء للعكبرى (1/ 64)، البحر المحيط (2/ 296)، التبيان للطوسى (2/ 320)، التيسير للدانى (82)، تفسير الطبرى (5/ 481)، تفسير القرطبى (3/ 296)، الحجة لابن خالويه (100).
(¬3) فى م، ص: الهمز.
(¬4) فى م: توقف.
(¬5) فى م: يجوز.
(¬6) فى ص: لا اختلت.
(¬7) فى ص: وتنشز، وفى م: نشز.
(¬8) فى م، ص: ونشزه وأنشزه.
(¬9) فى م، ص: مرادفة ومطاوعة.
(¬10) فى م، ص: نرفع.
(¬11) فى م، ص: إذا أحياه.
(¬12) سقط فى م، ص.
(¬13) سقط فى م.
(¬14) فى د: وفاعله.
(¬15) فى م: لعزيز نفسه نزل منزله.
(¬16) فى م، ص: وأمرها على المعنيين.
(¬17) فى م، ص: عن.

الصفحة 216