كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

واتفق ذو ثاء (ثق) أبو جعفر، وهاء (هد) (البزى) [على تشديد تاء لا تناصرون بالصافات [الآية: 25].
وكذلك اتفق ذو هاء (هب)] (¬1) (البزى) وغين (غلا) رويس على تشديد نارا تلظّى بالليل [الآية: 14].
وقوله: (وبعد كنتم ظلتم وصف) أى: روى عن البزى تشديد هاتين التاءين، وسترى تحقيقه.
قال الدانى فى «الجامع»: حدثنى أبو الفرج النجاد (¬2) عن ابن بدهن عن الزينبى عن أبى ربيعة [عن البزى] (¬3) عن أصحابه عن ابن كثير-: أنه شدد (¬4) التاء من قوله تعالى: ولقد كنتم تمنون الموت بآل عمران [الآية: 143] وفظلتم تّفكهون بالواقعة [الآية: 65].
قال الدانى: وذلك قياس قول أبى ربيعة؛ لأنه جعل التشديد فى التاء مطردا ولم يحصره بعدد.
وكذلك فعل البزى فى كتابه، فقال المصنف: ولم أعلم أحدا ذكر هذين الحرفين سوى الدانى من هذه الطريق.
وأما النجاد (¬5) فهو من الأئمة المتقنين الضابطين، ولولا ذلك ما اعتمد الدانى على نقله وانفراده بهما؛ مع أن الدانى لم يقرأ بهما على أحد من شيوخه؛ ولهذا قال: حدثنى.
ولم يقع لنا تشديدهما (¬6) إلا من طريق الدانى ولا اتصلت تلاوتنا بهما إلا إليه، وهو لم يسندهما فى «التيسير»، بل قال فيه: وزاد أبو الفرج النجاد ... إلى آخره.
وقال فى «مفرداته»: و «زادنى أبو الفرج»، وهذا صريح فى المشافهة.
وأما ابن بدهن (¬7) فهو من الإتقان والشهرة بمحل، ولولا ذلك لم يقبل [انفراده عن] (¬8) الزينبى.
وروى عن الزينبى غير واحد: كأبى نصر الشذائى، والشنبوذى، وابن أبى هاشم، والوالى، وأبى بكر بن الشارب (¬9).
ولم يذكر أحد (¬10) منهم هذين الحرفين سوى ابن بدهن هذا.
¬_________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط فى م.
(¬2) فى م، ص، د: النجار.
(¬3) سقط فى د.
(¬4) فى م: بشدد.
(¬5) فى م، ص: النجار.
(¬6) فى ص: تشديدهم.
(¬7) فى م: ابن مدهن.
(¬8) فى م، ص: انفراد عنه.
(¬9) فى م: العارب.
(¬10) فى ص: واحد.

الصفحة 219