كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

حرف مد؛ لعروضه كالوقف، ولما تقدم عنه قوله: «والصحيح قل إدغامه».
وإلى الوجه الثانى وهو السكون عن الثلاثة، أشار بقوله:
ص:
وعن أبى جعفر معهم سكّنا ... ويا يكفّر شامهم وحفصنا
ش: أى: وافقهم أبو جعفر على الإسكان مع الإدغام.
وقرأ ابن عامر وحفص ويكفّر عنكم (¬1) [البقرة: 271] بالياء والباقون (¬2) بالنون.
وجه الياء: إسناده إلى ضمير الجلالة من قوله تعالى: فإنّ الله يعلمه [البقرة:
270] أو إلى ضمير الإخفاء أو الإيتاء (¬3) [المفهومين من تخفوها وتؤتوها [البقرة:
271]، أى: يكفر الله الإخفاء والإيتاء] (¬4).
ووجه النون: إسناده إلى الله تعالى على وجه التعظيم.
ثم كمل فقال:
ص:
وجزمه (مدا) (شفا) ويحسب ... مستقبلا بفتح سين (ك) تبوا
ش: أى: قرأ المدنيان وذو (شفا) حمزة والكسائى وخلف ويكفر [البقرة: 271] بجزم الراء، والباقون (¬5) برفعها.
ووجه الجزم: عطفه على محل الفاء؛ لأنه جواب الشرط.
ووجه الرفع: أنه عطف على الاسمية بعد الفاء اسمية محذوفة الصدر، أى: والله يكفر، أو ونحن نكفر، أو استأنف الفعلية، أى: ويكفر- أو ونكفر- نحن.
وقرأ ذو كاف (كتبوا) ابن عامر وفاء «فى» أول البيت حمزة، ونون «نص» عاصم، وثاء «ثبت» أبو جعفر- «يحسب» (بفتح (¬6) السين) إذا كان مضارعا خاليا من الزوائد البنائية، خبرا كان أو استفهاما، تجرد عن الضمير أو اتصل به، مرفوع أو منصوب، نحو:
يحسبهم الجاهل [البقرة: 273] وو لا تحسبنّ الّذين قتلوا [آل عمران: 169]، [و] وهم يحسبون أنّهم [الكهف: 104]، [و] يحسبه الظّمئان [النور: 39]، [و] أيحسب
¬_________
(¬1) فى م: ويكفر عنهم.
(¬2) ينظر: إتحاف الفضلاء (165)، الإعراب للنحاس (1/ 291)، الإملاء للعكبرى (1/ 68)، البحر المحيط (2/ 325)، التيسير للدانى (84)، تفسير القرطبى (3/ 335)، الحجة لابن خالويه (102).
(¬3) فى ص: أو إلى الإيتاء، وفى م: أو إلى الإتيان.
(¬4) سقط فى م.
(¬5) ينظر: إتحاف الفضلاء (165)، الإعراب للنحاس (1/ 291)، البحر المحيط (2/ 325)، التبيان للطوسى (2/ 351)، التيسير للدانى (84)، تفسير الطبرى (5/ 585)، تفسير القرطبى (3/ 335).
(¬6) فى ز: بكسر.

الصفحة 223