كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

فخففت.
ص:
سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى) ... يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لّ (أ) تى
ش: أى: قرأ [ذو راء (رد)، ومدلول (فتى) الكسائى وحمزة وخلف] (¬1) سيغلبون ويحشرون [آل عمران: 12] بالياء تحت، وفهم من الإطلاق، والباقون (¬2) بالتاء على الخطاب.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، وظاء (ظل) يعقوب، وألف (أتى) نافع ترونهم مثليهم رأى العين [آل عمران: 13] بالتاء على الخطاب، [والباقون (¬3) بالياء على الغيب] (¬4).
وجه غيب الأولين: قال الزجاج: بلّغهم بأنهم سيغلبون على حد قل للمؤمنين يغضّوا [النور: 30].
ووجه خطابهما: أن معناه: قل لهم فى خطابك.
وضمير «كفروا» وتاليه للمشركين، وغلبهم كان يوم بدر.
وقيل: لليهود و [يؤيده] ما روى ابن عباس أنه- عليه السلام- جمع اليهود يوم بدر بالمدينة، وقال: «يا معشر اليهود: احذروا ما نزل بقريش، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم».
فقالوا: «لا تغرنك نفسك؛ أنك لقيت أقواما أغمارا بالحرب، لئن قاتلتنا لتعلمن أننا نحن الناس» فنزلت.
وقال الفراء: الأول لليهود، والأخيران للمشركين.
ووجه غيب يرونهم [آل عمران: 13] توجيهه للمسلمين المقاتلين (¬5) ببدر، أى:
يرى المسلمون المشركين مثلى عدد المسلمين، كان المسلمون ثلاثمائة، وبضعة عشر (¬6)، والكفار نحو: ألف، فقللهم الله- تعالى- فى أعينهم حتى رأوهم نحو: ستمائة؛ توطينا لأنفسهم على القتال؛ لقوله: مائة صابرة يغلبوا مائتين [الأنفال: 66].
ووجه التاء: توجيهه إلى اليهود مناسب لقوله: قد كان لكم [آل عمران: 13]، أو إلى المسلمين المنزل عليهم، وتقديرها (¬7): ترونهم لو رأيتموهم.
¬_________
(¬1) فى م، ص: رد الكسائى وفتى حمزة وخلف.
(¬2) ينظر: إتحاف الفضلاء (170)، الإملاء للعكبرى (1/ 74)، البحر المحيط (2/ 392)، التبيان للطوسى (2/ 405)، التيسير للدانى (86)، تفسير الطبرى (6/ 226).
(¬3) ينظر: إتحاف الفضلاء (171)، الإملاء للعكبرى (1/ 74)، البحر المحيط (2/ 394)، التبيان للطوسى (2/ 407)، تفسير الطبرى (6/ 233)، تفسير القرطبى (4/ 25).
(¬4) سقط فى م.
(¬5) فى م، ص: القائلين.
(¬6) فى م، ص: وبضعة عشرة.
(¬7) فى م، ص: تقديره.

الصفحة 232