كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

وبصيرا [النساء: 58] والطّير [النمل: 20] ولن نّصبر [البقرة: 61] والسّحر [البقرة: 102] وبشرر [المرسلات: 32]- عمن رقق الراء ك الدّار [الأنعام: 135] والأبرار [آل عمران: 193] والفجّار [الإنفطار: 14] عند من أمالها، وهذا هو القول المشهور المنصور.
ومال بعضهم إلى الوقف عليها بالترقيق إن كانت مكسورة لعروض الوقف كما سيأتى.
فالحاصل أن الراء المتطرفة إذا سكنت فى الوقف جرت (¬1) مجرى الراء الساكنة فى الوصل (¬2) تفخم بعد الفتحة والضمة، وترقق بعد الكسرة، وأجرى الإشمام فى المرفوعة مجرى السكون، والروم مجرى الوصل، والله أعلم.
تنبيهات:
الأول: إذا وقعت الراء طرفا بعد ساكن هو بعد كسرة، وكان الساكن (¬3) حرف استعلاء، ووقف على الراء بالسكون نحو مصر [يوسف: 21]، وعين القطر [سبأ: 12]- فقيل: يعتبر بحرف الاستعلاء فتفخم (¬4)، ونص عليه ابن شريح وغيره، وهو قياس مذهب ورش من طريق المصريين.
وقيل: ترقق (¬5)، ونص عليه الدانى فى كتاب «القراءات»، وفى «جامع البيان» وغيره، وهو الأشبه بمذهب الجماعة.
قال المصنف: وأختار فى مصر [يوسف: 21] التفخيم، وفى القطر [سبأ:
12] الترقيق؛ نظرا للوصل، وعملا بالأصل. والله تعالى أعلم.
الثانى: إذا وصلت ذكرى الدّار [ص: 46] للأزرق، رققت الراء؛ لأجل كسرة الذال، فإذا وقفت رققتها من أجل ألف التأنيث.
وقال أبو شامة: ولم أر أحدا نبه على هذا.
ثم قال: إن ذكرى الدّار [ص: 46] وإن امتنعت إمالة ألفها وصلا فلا يمتنع ترقيق رائها فى مذهب ورش على أصله؛ لوجود مقتضى ذلك، وهو الكسر قبلها، ولا يمنع (¬6) ذلك حجز الساكن بينهما؛ فيتحد لفظ الترقيق والإمالة بين بين، فكأنه أمال الألف وصلا. انتهى.
وقد أشار [إليها] (¬7) السخاوى، وذكر أن الترقيق فى ذكرى الدّار [ص: 46] من
¬_________
(¬1) فى ز، د: جرى.
(¬2) فى ز، د: الوسط.
(¬3) فى د: وإن كان.
(¬4) فى م، ص: فيفخم.
(¬5) فى م، ص: يرقق.
(¬6) فى د: ولا يمتنع.
(¬7) سقط فى د.

الصفحة 33