كتاب شرح طيبة النشر للنويري (اسم الجزء: 2)

قلت: لما سمى أحد نوعيها بالروم لم يصدق بعد إلا على الآخر فقط.
واعلم أن الروم يدركه الأعمى (¬1) لسماعه لا الإشمام، إلا بمباشرة (¬2)، وربما سمع الإشمام فى فصل ك تأمنّا [يوسف: 11] [وقيل] (¬3): ويكونا وسطا وأولا- كهذين المثالين- وآخرا.
تفريع: تظهر (¬4) فائدة الخلاف فى حقيقة الروم فى المفتوح والمنصوب [غير المنون] (¬5)، فعلى قول القراء لا يدخل على حركة الفتح لخفتها، فلو خرج بعضها خرج كلها، وأختاها يقبلان التبعيض لثقلهما (¬6).
وعلى قول النحاة: يدخل [فيها] (¬7)؛ لأنه عندهم إخفاء الحركة، فهو بمعنى الاختلاس، وهو جائز فى الحركات الثلاث؛ ولذلك (¬8) جاز عند القراء [اختلاس] (¬9) فتحة يخصّمون [يس: 49] ويهدى [يونس: 35]، ولم يجز عندهم روم لا ريب [البقرة: 2] وو أنّ المسجد [الجن: 18].
وجاز الروم والاختلاس [فى نحو أن يضرب [البقرة: 26] فالروم وقفا، والاختلاس] (¬10) وصلا، وكلاهما فى اللفظ واحد.
قال سيبويه فى «كتابه»: أما ما كان فى موضع نصب أو جر، فإنك تروم فيه الحركة، فأما الإشمام فليس إليه سبيل. انتهى.
فالروم عند القراء غير الاختلاس وغير الإخفاء أيضا، وهذان عندهم واحد؛ ولذلك [عبروا] (¬11) بكل منهما عن الآخر فى نحو وأرنا [البقرة: 128] ويهدى [يونس:
35] ويخصّمون [يس: 49].
وربما عبروا بالإخفاء عن الروم (¬12) أيضا كما فى تأمنّا [يوسف: 11].
ص:
وعن أبى عمرو وكوف وردا ... نصّا وللكلّ اختيارا أسندا
ش: (عن) يتعلق (¬13) ب (وردا)، وألفه للتثنية، و (نصا) تمييز، و (للكل) يتعلق ب (أسندا)، وألفه للتثنية، و (اختيارا) تمييز.
¬_________
(¬1) فى م: الأعجمى.
(¬2) فى م: مباشرة.
(¬3) سقط فى د.
(¬4) فى ز: مظهر. وفى د: فظهر.
(¬5) سقط فى م.
(¬6) فى م، ص: وضداها فقبلا التبعيض لثقلهما.
(¬7) سقط فى ص.
(¬8) فى م: كذلك.
(¬9) سقط فى م.
(¬10) سقط فى م، ص.
(¬11) سقط فى م.
(¬12) فى م: بكل منهما عن الآخر.
(¬13) فى م، ص: متعلق.

الصفحة 49